Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
حَيَاتِهِنّ المُبكرة وُلَدَت ريَّا فِي قَرْيَة الْكَلَح التَّابِعَة لمركز إِدفُو بِمُحَافَظَة أُسْوَان فِي أَقْصَى صَعِيدِ مِصْرَ فِي عَام 1875 عَلَى وَجْهِ التَّقْرِيب ، بَيْنَمَا وَلَدَت سَكِينَة فِي كَفْرِ الزَّيَّات فِي عَام 1885 تقريبًا . تُوُفِّي وَالِدُهُمَا فِي سِنِّ صَغِيرَة ، ثُمَّ انْتَقَلَتْ الْأُسرَة إلَى بَنِي سِوِيْف ثُمَّ إلَى كفْرِ الزَّيَّات حَيْثُ كَانَتْ تعملان الشقيقتان فِي جَمْعِ الْقُطْن ، تَزَوَّجَت "ريَّا" مِنْ حَسَب اللَّه سَعِيد مَرْعِي وأنجبت مِنْه طِفْله تُدعى "بديعة" وَطِفْل آخَر تُوُفِّيَ بَعْدَ وِلَادَتِهِ بفترة وَجِيزَة ، ثُمَّ انْتَقَلَتْ سَكِينَة مَعَ زَوْجِهَا الْجَدِيد إلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّة لتقيم فِي حَيِّ اللَّبَّان نَحْو عَام 1913 ، ولحقتها فِيمَا بَعْد أُخْتِهَا ريَّا مَع أسرتها ، تطلقت سَكِينَه مِنْ زَوْجِهَا وَتَزَوَّجَت بِمُحَمَّد عَبْدِ الْعَالِ الَّذِي كَانَ جَارَهُم فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ . وَمَع الظُّرُوف الاقْتِصَادِيَّة الطَّاحِنَة الَّتِي واجهت الْمِنْطَقَة أَثْنَاء الحَرْبِ العَالَمِيَّة الْأُولَى وَانْتِشَار الْبَطَالَة وَالْفَقْر اُتُّجِهَت الْأُسرَة لِلْأَعْمَال غَيْر الْمَشْرُوعَة وَالدَّعَارَة السِّرِّيَّة ، ثُمّ بَدَءُوا التَّفْكِير فِي سَرِقَة المصوغات الذَّهَبِيَّة السَّيِّدَات ثُمّ دفنهن بِشَكْل خَفِي وَلَا يُتْرَكُ أَيْ أَثَرَ . بَدَأ نَشَاط الْعِصَابَة عِنْدَمَا كَانَت الشقيقتان تقومان فِي الْبِدَايَةِ بإغراء وَخَدَع الضَّحِيَّة بِالْكَلَام المعسول حَتَّى تنالا ثقتها ثُمّ تسقيانها خَمْر قَوِيَّةٌ الْمَفْعُول تُؤَدِّي بِهَا إلَى السُكر والثمالة فَتَفَقّد الْقُدْرَةِ عَلَى التركيز وَالْقُوَّة عَلَى الْمُقَاوَمَة ، وَمِنْ ثَمَّ يَتَّخِذ كُلُّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْعِصَابَة دورًا فِي عَمَلِيَّة قَتل الضَّحِيَّة عَنْ طَرِيقِ كَتَم أَنْفَاسُهَا ، وَكَان الْمُتَّهَم مُحَمَّد عَبْدُ الْعَالِ أَوَّلُ مَنْ أَضَافَ إلَى التَّحْقِيقِ أَوَّل تَفَاصِيل عَنْ كَيْفِيَّةِ قَتلِ وَدَفنِ الضَّحَايَا ، لِيَنْفِي بِذَلِكَ كُلُّ مَا أُشِيع عَنْ أَنْ الْعِصَابَةَ كَانَت تُخْنِق النِّسَاء ، حَيْث تَطَابَقَت أَقْوَالِه مَع تقارير الْأَطِبَّاء الشَّرْعِيَّيْن الَّذِين جَزَمُوا بِأَنَّ الْقَتْلَ كَانَ يُتِمَّ بِوَاسِطَة كَتَم النَّفْسِ وَلَيْسَ بِأَيّ طَرِيقَةٌ أُخْرَى ، وَعَن تَوْزِيع الْأَدْوَار فِيمَا بَيْنَهُمْ أَثْناءَ عَمَلِيَّةِ الْقَتْل ، قَالَ مُحَمَّد عَبْدُ الْعَالِ أَن دَوْرُه فِي مُعْظَمِ الْعَمَلِيَّات كَان شَل قَدَمِي الضَّحِيَّة ، بَيْنَمَا يَتَوَلَّى آخَر شَل ذِرَاعَيْهَا ، وَيَقُوم الثَّالِث بِتَثْبِيت رَأْسِهَا لِيَتَمَكَّن الْأَخِيرِ مِنْ كَتَمَ أَنْفَاسُهَا بِمِنْدِيل مُبَلَّل بِالْمَاءِ حَتَّى تَلَفَّظ آخَر أَنْفَاسُهَا ، و مَا إنْ تُفَارِقَ الضَّحِيَّة الْحَيَاةُ حَتَّى يجردونها مِن حِلْيَها ومصوغاتها الذَّهَبِيَّة وَمَلَابِسُهَا ثُمَّ يَقُومُونَ بِدَفْنِهَا فِي نَفْسِ الْمَكَانِ الَّذِي قُتِلَت فِيه ، وَكَانَت الشقيقتان تَبِيعَان الذَّهَب الْمَسْرُوق إلَى أَحَدٍ الصَّاغَة فِي السُّوقِ ثُمَّ تقتسمان ثَمَنُهُ مَعَ بَقِيَّةِ أَفْرَادِ الْعِصَابَة . تحريات الشُّرْطَة بَدَأَت الشُّرْطَة فِي الْقِيَامِ بالتحريات نظراً لِوُجُود بلاغات عَن اِخْتِفَاء سيدات فِي الْإِسْكَنْدَرِيَّة ، الْبِدَايَة كَانَتْ فِي مُنْتَصَفِ يَنايِر 1920 حِين تَقَدَّمَت السَّيِّدَة "زينب حسن" الْبَالِغَةِ مِنْ الْعُمْرِ 40 عَامًّا ببلاغ إلَى حِكِمْدار بُولِيس الْإِسْكَنْدَرِيَّة عَن اِخْتِفَاء ابْنَتِهَا "نظلة أَبُو الليل" الْبَالِغَةِ مِنْ الْعُمْرِ 25 عاماً مُنْذُ عَشَرَةِ أَيَّامٍ . وَقَدْ قَالَتْ أَنَّهَا تَتَزَيَّن بحلى ذَهَبِيَّة فِي يَدِهَا ؛ وَانْتَهَى بَلاغٌ الْأُمّ بِأَنَّهَا تَخْشَى أَنْ تَكُونَ ابْنَتِهَا قَدْ قُتِلَتْ بِفِعْلِ فَاعِلٍ لِسَرِقَة الذَّهَبِ الَّذِي تَتَحَلَّى بِه . لَمْ يَتِمَّ التَّوَصُّل لَهُنّ بِسَبَب الْكَثِيرِ مِنْ الصُّعُوبَات والمعوقات ، كَانَت أَبْرَز الْأَسْبَابِ الَّتِي طَرْحُهَا بَعْضُ الْمُؤَرِّخِينَ وَالْكِتَاب إلَى : انْتِشَار ظَاهِرُه هُرُوب السَّيِّدَات مِن عائلاتهن فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِسَبَبِ الْفَقْرَ أَوْ الْعِشْق وَهُوَ مَا يُبَرِّر أَنَّ احْتِمَالَ اِخْتِفَاء الشَّخْص لِتِلْك الْأَسْبَاب وَاسْتِبْعَاد فَكَرِه الْقَتْلِ أَوْ الخطف . هُوَ أَنْ زِيّ السَّيِّدَات الْمُنْتَشِر وَقْتِهَا هُو الجِلْبَاب الْأَسْوَد وَغِطَاء الْوَجْه وبالتالي لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ التَّعَرُّف عَلَى هَوِيِّه أَي سَيِّدِهِ أَوْ التَّمْيِيزِ بَيْنَهُنّ . عَدَمِ وُجُودِ أَي أَوْرَاق هَوِيِّه وَقْتِهَا ، وَهُوَ مَا يَصْعُبُ مِنْ مَسْأَلَةِ الْعُثُور عَلَى الْأَشْخَاصِ المختفين .