Download Free Audio of كَان تَاجِرٌ مِنْ التُّجَّ�... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

كَان تَاجِرٌ مِنْ التُّجَّارِ ، كثیر الْمَال وَالْمُعَامَلَاتِ فِي الْبِلَادِ قَد رَكِب یوماً وَخَرَج یطالب فِي بَعْضِ الْبِلَادِ فَاشْتَدّ علیھ الْحُرّ فَجَلَسَ تَحْتَ شَجَرَةٍ وَحَطّ یده فِي خرجھ وَأَكْل كَسَرَه كَانَت معھ وَتَمْرَة ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَكَلَ التَّمْرَة رَمَى النَّوَاة وَإِذَا ھو بعفریت طویل الْقَامَة وبیده سیف ، فَدَنَا مِنْ ذَلِكَ التَّاجِرِ وَقَال لھ : قُم حَتَّى أَقْتُلُك مِثْلَ مَا قَتَلْت وَلَدِي ، فَقَال لھ التَّاجِر : كیف قَتَلْت وَلَدَك ? قَال لھ : لَمَّا أَكَلَتْ التَّمْرَة ورمیت نواتھا جَاءَت النَّوَاة فِي صَدْرِ وَلَدِي فَقُضِي علیھ وَمَاتَ مِنْ ساعتھ فَقَال التَّاجِر للعفریت : أَعْلَم أیھا العفریت إِنِّي عَلَى دین وَلِي مَالٌ كثیر وَأَوْلَاد وَزَوْجِه وَعِنْدِي رھون فَدَعْنِي أذھب إلَى بیتي وَأُعْطِي كُلِّ ذِي حَقٍّ حقھ ثُمَّ أَعُودُ إلیك ، وَلَك عَلَيَّ عھد ومیثاق إنِّي أَعُودُ إلیك فَتُفْعَل بِي مَا ترید واالله عَلَى مَا أَقُولُ وكیل . فاستوثق منھ الْجِنِّيّ وأطلقھ فَرَجَعَ إلَى بَلَدِهِ وَقَضَى جمیع تعلقاتھ وَأَوْصَل الْحُقُوقَ إلَى أھلھا وَاعْلَم زوجتھ وَأَوْلَادِه بِمَا جَرَى لھ فبكوا وَكَذَلِك جمیع أھلھ وَنِسَاءَه وَأَوْلَادِه وَأَوْصَى وَقَعَد عندھم إلَى تَمَامِ السُّنَّةِ ثُمَّ توجھ وَأَخَذ كفنھ تَحْت إبطھ وَوَدَّع أھلھ وجیرانھ وجمیع أھلھ وَخَرَج رغماً عَن أنفھ وأقیم علیھ العیاط وَالصُّرَاخ فَمَشَى إلَى أَنْ وَصَلَ إلَى ذَلِكَ الْبُسْتَانِ وَكَانَ ذَلِكَ الیوم أَوَّلِ السَّنَةِ الجدیدة فبینما ھو جَالِسٌ یبكي عَلَى مَا یحصل لھ وَإِذَا بشیخ كبیر قَدْ أَقْبَلَ علیھ ومعھ غَزَالَة مُسَلْسَلَة فَسَلَّمَ عَلَى ھذا التَّاجِر وحیاه وَقَال لھ : مَا سَبَبُ جُلُوسَك فِي ھذا الْمَكَان وَأَنْت مُنْفَرِدٌ وھو مَأْوَى الْجِنِّ ? فَأَخْبَرَه التَّاجِر بِمَا جَرَى لھ مَعَ ذَلِكَ العفریت وَبِسَبَب قُعُودِه فِي ھذا الْمَكَان فَتَعَجَّب الشیخ صَاحِب الغَزَالَة وَقَال : واالله یا أَخِي مَا دینك إلَّا دین عظیم وحكایتك حكایة عجیبة لَو كُتِبَت بِالْإِبَر عَلَى أَفَاق الْبَصَر لَكَانَت عِبْرَةً لِمَنْ اعْتَبَرَ ثُمّ أنھ جَلَس بجانبھ وَقَال واالله یا أَخِي لَا أَبْرَحُ مِن عِنْدَك حَتّى أَنْظُرَ مَا یجري لَكَ مَعَ ذَلِكَ العفریت ثُمّ أنھ جَلَسَ عِنْدَهُ یتحدث معھ فَغَشِي عَلَى ذَلِكَ التَّاجِر وَحَصَل لھ الْخَوْف وَالْفَزَع وَالْغَمّ الشدید وَالْفِكْر المزید وَصَاحِب الغَزَالَة بجانبھ فَإِذَا بشیخ ثَان قَدْ أَقْبَلَ علیھما ومعھ كَلْبَتَان سلاقیتان مِنْ الْكِلَابِ السُّود . فسألھما بَعْدَ السَّلَامِ علیھما عَن سَبَبٌ جلوسھما فِي ھذا الْمَكَان وھو مَأْوَى الْجَانّ فَأَخْبَرَاه بِالْقِصَّة مِن أولھا إلَى آخرھا فَلَم یستقر بھ الْجُلُوسَ حَتَّى أَقْبَلَ علیھم شیخ ثَالِثٌ ومعھ بَغْلَة زرزوریة فَسَلَّم علیھم وسألھم عَنْ سَبَبِ جلوسھم فِي ھذا الْمَكَان فَأَخْبَرُوه بِالْقِصَّة مِن أولھا إلَى آخرھا وبینما كَذَلِكَ إذَا بغبرة ھاجت وزوبعة عظیمة قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ وَسَطِ تِلْك البریة فَانْكَشَفَت الْغُبْرَة وَإِذَا بِذَلِك الْجِنِّيّ وبیده سیف مَسْلُولٌ وعیونھ تَرْمِي بِالشَّرَر فأتاھم وَجَذَب ذَلِكَ التَّاجِرِ مِنْ بینھم وَقَال لھ : قُم أَقْتُلُك مِثْلَ مَا قَتَلْت وَلَدِي وحشاشة كَبِدِي فَانْتَحَب ذَلِكَ التَّاجِرِ وَبَكَى وَأَعْلَن الثَّلَاثَة شیوخ بِالْبُكَاء والعویل والنحیب فانتبھ منھم الشیخ الْأَوَّل وھو صَاحِب الغَزَالَة وَقَبْل ید ذَلِك العفریت وَقَال لھ : یا أیھا الْجِنِّيّ وَتَاج مُلُوك الْجَانّ إذَا حكیت لَك حكایتي مَع ھذه الغَزَالَة ورأیتھا عجیبة ، أتھب لِي ثُلُثُ دَمٍ ھذا التَّاجِر ? قَال : نَعَم . یا أیھا الشیخ ، إذَا أَنْتَ حكیت لِي الحكایة ورأیتھا عجیبة وھبت لَك ثُلُث دمھ فَقَالَ ذَلِكَ الشیخ الْأَوَّل : أَعْلَم یا أیھا العفریت أَن ھذه الغَزَالَة ھي بِنْتُ عَمِّي وَمَن لَحْمِي وَدَمِي وَكُنْت تَزَوَّجَت بھا وھي صغیرة السِّنّ وَأَقَمْت معھا نَحْو ثلاثین سَنَةً فَلَمْ أُرْزَق منھا بِوَلَد فَأَخَذْت لِي سریة فرزقت منھا بِوَلَد ذَكَر كأنھ الْبَدْر إذَا بَدَا بعینین ملیحتین وحاجبین مزججین وَأَعْضَاء كَامِلَة فَكَبَّر شیئاً فشیئاً إلَى أَنْ صَارَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فطرأت لِي سَفَرِهِ إلَى بَعْضٍ الْمَدَائِنِ فَسَافَرَت بمتجر عظیم و