Download Free Audio of رأيت هذا العمل الرائع بنفسي... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

رأيت هذا العمل الرائع بنفسي، عندما قمت بتفقد محتويات قديمة في مستودع المدارس ذات يوم، عندما كنت مديرًا للمدارس. كان الأستاذ بخيت مسؤولاً عن المستودع ومكتبة المدارس في ذلك الوقت. سألته عن تلك الكتيبات. رده على سؤالي لم يعبر عن فخره بمساهمته أو بأهمية الكتيبات. كان الأستاذ بخيت ذروة في التواضع والصمت. طلبت منه حفظ العمل كجزء من تاريخ المدارس. رأيت الفرحة في عينيه. لم يتكلم. وحفظ العمل مع الوثائق الأخرى في صندوق حديدي من صنع "مدبار أسمرا". لا أعرف الآن مصير ممتلكات المدارس بعد أن عانت المدارس والبلدة من جراء الدمار التي سببته مجزرتي ١٩٧٥ و١٩٧٦م. ***** بينما كان الأستاذ سبي يحاول حل مشكلة المنهج داخليًا ومحليًا، بدأ يخطط لإرسال خريجي مدرسة البنين إلى الخارج. في الوقت نفسه واصل العمل على الاستفادة من البرامج التي تدعم وتعزز المناهج التي ورثها عن الجيل الأول من المعلمين (السودانيين): . ١. أستمر زخم الأناشيد بأنواعها المختلفة ٢. ضاعف المسرح نشاطه، لدرجة أنه بدأ يخرج من أسوار المدارس، وحتى خارج البلدة. وبدأ في إدرار الدخل، وإن كان متواضعا، لصندوق الكشافة. . ٣. فرقة الكشافة ازدهرت أنشطتها وخدماتها أكثر مما كانت فيه في عهد السودانيين من موقعه كمدير للمدارس، الاستاذ سبي، أجري تعديلات في منهج المدارس: ربطه بالمنهج المصري، وكان تطلعه لأن يحظى طلابه بفرص الالتحاق بالمدارس والجامعات المصرية، التي كانت في أوج تألقها في تلك الفترة. القوة الناعمة المصرية، التي كان التعليم عنصراً من عناصرها، كانت في قمة قوتها في مصر الثورة التي كان من سياستها استقطاب الود الأفريقي: الطالب الأفريقي كان مرحبا به ليدرس في مصر لأغراض سياسية. الدفعة الأولى التي رشحها الأستاذ سبي للسفر كان عددها يفوق ١٢ طالبا. )الاستاذ سبي كان يعرف إذا وصل طلابه الى مصر سوف لن تردهم السلطات المصرية. السؤال كان كيف الوصول الى القاهرة؟ . فلا الحكومة كانت ستعطيهم منحا وجوازات سفر يذهبون بها الى مصر، ولا المدارس، التي كلن لها اكتفاء ذاتي كانت لها الأرصدة لتسفيرهم. الخيار الآخر والطبيعي كان أن يبقوا في بلدهم ويكملوا تعليمهم فيه؛ لكن هذا لم يكن واردا. لم يكن مكتب وزارة التربية والتعليم في أسمرا ليساوم في المنهج الجديد. ولم يكونوا الطلبة لينجحوا في امتحانات لم يدرسوا منهجها. مستقبل الطلبة أصبح على محك. والحل أحتاج الى الحنكة والمال في بدايات العام الدراسي ١٩٥٥-١٩٥٦م أعد الأستاذ سبي ملف معضلة المنهج ومقترحاته للحلول وعرضه على الباشا. كان هذا في وقت كان الباشا منزعجًا جدًا من ١. سياسة إثيوبيا في إريتريا. ٢. وضعه الصحي حيث كان يعاني من مشاكل في القلب وارتفاع حاد في ضغط الدم. استمع الباشا لطرح الأستاذ سبي. وافق على حلوله. بقي وضع استراتيجية لتنفيذ تلك الاقتراحات على عجل، لأن الباشا كان يشعر بدنو أجله بسبب المرض. حل الأستاذ سبي كان يتمثل في مشروع تسفير خريجي مدرسة البنين الى مصر على دفعات. مشروع مركب ومحفوف بالمخاطر. فماذا كانت الاستراتيجية لتنفيذ المشروع؟ في تلك الظروف وأمام ضخامة مشروع سبي وتباعاته المتوقعة، كان الباشا بحاجة ماسة لأفكار أهل الثقة، وللأسف لم يكن هناك من يملأ له مكان أفضل صديق له القاضي حسن عثمان الذي وافته المنية في عام ١٩٥٠م. كان الخيار الثاني الأفضل للحصول على المشورة والعون المالي منه صديق صباه (مازاي تكت) الشيخ محمد علي بدهو الذي كان حينها في الحديدة باليمن. أرسل الباشا في طلبه. جاء بدهو مهرولا. أطلعا الباشا والاستاذ سبي، الشيخ بدهو على السر، وتم إنشاء صندوق للمشروع، تحت أمانة وإشراف الأستاذ سبي.