Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
يوعد الكشاف.. بوعد يقول كل شيء عن الحركة: " اعد بشرفي أن ابذل جهدي في القيام بواجبي نحو الله ثم الوطن ، وأن أساعد الناس في جميع الظروف وأن اعمل بقانون الكشافة". وجدت مدارس حرقيقو في هذا الوعد (المنبثق من قانون الكشافة)، ومهام الحركة ورسالتها في مجملها، ضالتها فتبنت الحركة؛ ولا سيما أن المدارس كانت تعمل في إعداد البلد للاستقلال. ومن أساسيات هذا التوجه بناء الجوانب الرئيسية الخمسة للحياة: الروحية، العقلية، المادية، العاطفية، والاجتماعية. وهذه كانت أساس المبدأ الذي قامت عليه الحركة الكشفية. أكرمت المدارس العمل الكشفي بسخاء: جميع مستلزمات فرقة الكشافة استوردت من بريطانيا. وخصص للكشافة مقرا ومستودعا خاصين بها. وخصصت ميزانية لتدريبات أعضاء الكشافة: إن كانت هذه التدريبات في داخل المدارس، من رياضة بدنية، والعزف على الآلات الموسيقية، والحصول على المعلومات الكشفية، أو كانت ميدانية من رحلات في الجبال وزيارات أماكن ذات صلة بالعمل الكشفي. والجدير بالذكر الرحلات في الخلاء نشاط طبيعي، والتعلم خارج جدران الفصول أمر طبيعي أيضا للكشافة. ربما يمكن أن يقال إن الحركة الكشفية كانت سبقا لم تسبق أي مؤسسة تعليمية في أريتريا مدارس حرقيقو فيه. الكشافة تحت قيادة عميد الحركة الكشفية الاستاذ إبراهيم جابر حسب الله، الذي تولى أمرها بعد رحيل المعلمين السودانيين، شهدت عهدا جديدا. الاستاذ ابراهيم، الذي كان كشافا بالفطرة، دربه السودانيون بحماس. وصل الى رتبة القائد في التسلسل الكشفي. (للكشافة رتب وترقيات تخضع للسن والخبرة والمهارة. ورتبة القائد رتبة عالية والأخيرة قبل أن يصل الكشاف الى رتبة الرائد والتي هي أقرب أن تكون شرفية منها تطبيقية؛ يبلغها الكشاف عند تجاوزه سن الاربعين وعندئذ لا يمسي له شأنا بالأنشطة الكشفية التقليدية). الاستاذ ابراهيم، معلم الرياضيات الجاد، كان رجلا شجاعا وكشافا حتى النخاع. كان مؤمنا برسالة الكشافة وكان معلما ملتزما، كل شيء فيه ينطق بكشفيته، عملي لا يقبل للتطبيق بديلا. وأكبر دليل على ذلك سفره من بلدة حرقيقو الى العاصمة الاثيوبية، أديس أبابا مشيا على قدميه. (المسافة بالحافلة تستغرق أربعة أيام) عبر الجبال والغابات والوديان المليئة بوحوش وبأخطر الثعابين سمية. عاش خلال رحلته على ما أنتزعه من الطبيعة من مأكل او مشرب. تجربته الجريئة كانت حديث الصحافة والجميع حينها. انطلاقا من رسالة المدارس، واستراتيجية مديرها؛ وضمن مبدأ خدمة المجتمع والبيئة المحلية، أخذ الاستاذ ابراهيم على عاتقه، وعاتق فرفته، مهمة تطوير وارشاد أفراد المجتمع على معرفة حاجياتهم وتحديد مشاكلهم وحثهم على الاعتماد على أنفسهم في حل هذه المشاكل بما يحقق وصولهم لمستوى أفضل اقتصاديا واجتماعيا. وعلى هذا الأساس جعلت المداوس من فرقة الكشافة مؤسسة تخدم البلدة، وخاصة عند الشدائد. ومن الأدوار التي كانت تقوم بها فرقة الكشافة في خدمة حرقيقو: . دور فرقة الانقاذ عند الطوارئ، في مواسم الشتاء التي تصحبها العواصف والسيول . دور المطافئ عند نشوب الحرائق في البلدة وكانت كثيرة في شهور الصيف . دور البلدية في جمع إحصاءات مثل عدد سكان البلدة وما فيها من ثروات: عدد رؤوس الماشية . دور حفظ النظام داخل المدارس ومساعدة الاطفال الصغار والقيام بالإسعافات الأولية . دور المتطوعين من فاعلي الخير في بناء منازل الفقراء . دور تنسيق سفر خريجي المدارس سرا (كما سنرى لاحقا) من حرقيقو الى القاهرة. في العموم، في عصرنا هذا تنصح المدارس بشدة بالتعاون مع المجتمع الذي تدرس أطفاله. ولكن في خمسينيات القرن الماضي، كانت مدارس حرقيقو، ومن خلال فرقة الكشافة، لم يقتصر دورها على التعاون مع المجتمع فحسب، بل كانت تقوم بدور البلدية (في غياب البلدية في البلدة). وكان كل ذلك كان يتم بإشراف الأستاذ إبراهيم. الأستاذ ابراهيم حسب الله ترك التدريس في عام ١٩٦٨م. أنتقل الى شركة حرقيقو لحافلات النقل. كان كشافا يخدم من أي موقع. وجدوا في الرجل المدير المناسب: دقته في الحسابات وتفانيه في الالتزام، وحبه للإتقان؛ مواصفات نادرة الشركة الوليدة كانت في أمس الحاجة إليها. عندما عدت الى حرقيقو واستلمت وظيفتي في المدارس لم يكن الأستاذ إبراهيم موجودا في البلد. كان من العناصر النشطة سياسيا؛ غادر البلد عندما أشتد التضييق الأمني. كان الرجل يتسم بالجرأة والشجاعة. في يوم، وفي وضح النهار، فاجأ الجميع.. دخل ميناء مصوع كبحار على متن باخرة ، أستقل سيارة أجرة، الى حرقيقو، زار أهله، قابل من قابل وغادر، بمهارة وخفة ودهاء الكشاف. ربما علمت الحكومة الاثيوبية، ولكن بعد أن غادر المياه الاقليمية. كان شيخ الكشافة جريئا الى هذه الدرجة.