Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
الاستاذ إبراهيم جابر حسب الله، كان واحدا من الذين دربهم السودانيون على تدريس الرياضيات. ودربوه أيضا ليكون قائدا للكشافة. فأصبح معلم رياضيات فذ. وازدهرت الحركة الكشفية في عهده. أسم الاستاذ إبراهيم تجدهُ دائماً مقرونا بالكشافة. وهذا يجعلنا نلقي نظرة سريعة على الحركة الكشفية في مدارس حرقيقو، حتى نتعرف عليه من خلال ما أحب. كشافة مدارس حرقيقو لم تكن مجموعة من الطلبة في زي موحد تعرض مرشات، تؤدي أناشيد جماعية، على غرار ما نشاهده في كثير من الأحوال؛ بل كانت الكشافة جهازا تعتمد عليه البلدة في أمور كثيرة. الى درجة عندما كانت تسمع صفارة الكشافة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، في حرقيقو كان سامعها ينتفض: لابد أن هناك حدثا. فما هي قصة هذه الفرقة التي، وإلى اليوم، كل من يتذكرها يرفع لها القبعة! المعلمون السودانيون هم من جاؤوا بالكشافة من الأبيض في السودان الى حرقيقو في اريتريا؛ وأنشأوا الكشافة في مدارسها. من يعرف تاريخ الكشافة يرى إنشاء الحركة الكشفية في مدارس حرقيقو كان قرارا صائبا. لأن للكشفية أهدافاً تربويةً ترتكز على التعلم بالممارسة والتطبيق، والاهتمام بالقيم؛ ومكارم الأخلاق. وفي الأساس، أن فكرة الكشافة هي وليدة الحاجة؛ التي تتمحور حول الاستعانة بالشباب للقيام ببعض الأعمال السلمية بالنيابة عن الجنود (مثل الحراسة وتمرير الرسائل والمعلومات والطهي، ومساعدة الضعفاء والمنكوبين) في حالة غياب الجنود أو انشغالهم بأمور القتال. لهذا الغرض أنشأ بادن باول (والذي كان ضابطا في الجيش البريطاني) الحركة الكشفية في عام ١٩٠٧م، ووضع لها اللوائح والقوانين في عام ١٩٠٩م. وأصبحت الحركة الكشفية حركة عالمية ابتداء من عام ١٩٢٠. بادن بأول توفي في عام ١٩٤١، ومدارس حرقيقو فتحت ابوابها عام ١٩٤٤م. ودخلت الحركة حرقيقو في بدايات خمسينيات القرن الماضي. وهكذا تظهر ضرورة الحركة وموائمتها لأهداف المدارس وحاجة البلدة لها. التربية الحديثة تشدد على التعلم من خلال الممارسة والتطبيق. فبفضل دخول البرنامج الكشفي مدارس حرقيقو في ذلك الوقت المبكر، جعل التعليم في حرقيقو يقفز حقبا نحو المستقبل. خبر الطلاب النشاطات العملية والألعاب الرياضية، علاوة على أمور كانت موجودة في البيئة الاجتماعية أصلا مثل العوم والغوص والألعاب المائية، والعاب القوة، والسفر على الأقدام. من مميزات العمل الكشفي، تتم معظم أنشطته خارج جدران الفصول الدراسية: في الوديان، والغابات، والصحاري، وعلى الشاطئ. والذي يضيف الى القيمة البيداغوجية للحركة الكشفية، هو التعلم بالاكتشاف والممارسة العملية: ربط المعلومة بالمهارات الحياتية، بعيدا عن التلقين، وهذا يتضمن المبادئ السامية للحركة. هذا كان يتم بأساليب تراعي الفوارق العمرية، والمشاركة الجماعية فالكشافة تدرب الشباب من خلال مجموعات تتكون من ٦ أو-٨ عضو، دون أن تغفل عن إعطاء كل عضو فرصة لتطوير ذاته وفق برنامج شخصي يشرف عليه قائده. والمجموعات التي بالعادة تعطى أسماء حيوانات قوية، مثل الاسد، والنمر، الثعلب، والنسر الخ، وتقام بينها منافسات بهدف شحذ الهمم وزرع قيمة التفوق. شعار الكشافة يعني: كن مستعدا. بالنسبة لمدارس حرقيقو، فأنها قالت "كن مستعدا" للمجتمع من أول يوم انشئت فيه. من مفارقات القدر أم الصدفة آو الدقة في الاعداد، من يتمعن يجد تشابها عجيبا بين شارة الكشافة ومدخل المدارس، والذي كان شعار المدارس في جميع أبياتها، وتحية الكشاف. مساعي مدارس حرقيقو كانت تتمحور حول اعداد شباب ثائر جسور يستطيع أن يعتلي مراكز سيادية.