Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
في الوقت الذي كان فيه التصحيح والإصلاح يأخذان منحى الشدة والقسوة، لم يكن الأستاذ حامد عنيفًا لا لفظيًا ولا جسديًا. يقول زميلي الأستاذ عبده حبيب الذي درسه الأستاذ حامد: "لم أره يوما يستخدم العقاب البدني ولم أسمعه يقول كلمات قاسية". وقال لي أستاذنا الأستاذ محمد عبد القادر شيخ، شقيق وزميل الأستاذ حامد، رحمهما الله: "عندما تم تعييني، كنت حديث عهد بإدارة الصف وافتقر إلى الخبرة. كنت اقابل تحديات الطلاب المشاغبين بالعنف والشدة، معتقدًا أن ذلك يردعهم وأسيطر أنا على الوضع. الأستاذ حامد لاحظ ذلك، وعلمني اللين وضبط النفس". . أجمع كل من كان يعرف الأستاذ حامد بأنه كان أبًا محبًا لطلابه داخل الفصل وخارجه. كان مضيافًا يدعو طلابه إلى ندوات تعليمية يعدها لهم في منزله، وأيضا إلى البرامج الإذاعية التعليمية والثقافية، التي تبث من الاذاعات التي كان يتابعها حينها. . ظل الأستاذ حامد دون البحث عن وظيفة لفترة طويلة بعد أن ترك التدريس في مدارس حرقيقو. لا أحد يعرف لماذا، خاصة وأنه كان يمتلك القدرات والصفات التي تحلم بها أي وزارة تعليم. مع العلم أن زميله وصديقه الأستاذ أحمد تم تعيينه في وزارة التربية والتعليم، وكان من المعلمين الذين كان عليهم تعلم اللغة الأمهرية من أجل التدريس بها (كما سنرى لاحقًا). وأخيراً فاز معهد مصوع الإسلامي بالأستاذ حامد. عمل في المعهد ولمع من جديد وحظي باحترام الجميع. كنا نلتقي في تلك الفترة، التي بعدها أتت المذابح والشتات. علمت بعد مغادرتي للوطن، أن الأستاذ حامد توفى في سواكن بالسودان. رحم الله المربي الكبير الذي أحببناه. الأستاذ أحمد محمود منتاي بالإضافة إلى تدريس المحفوظات والأناشيد، كان الأستاذ أحمد جيدًا في إدارة التنظيم والحفاظ على النظام في المدارس. ولا أظن مر عليها ضابط نظام مثله. فقد كان معروفًا بقدراته الفائقة في التنظيم والتوجيه. كأننة التمارين السويدية المكثفة أحد أهم مكونات التجمع الصباحي في عهد سبي. لا أعرف ما إذا كان ذلك موروثًا عن السودانيين، أم أنه من ابتكار المدير وضابط المدارس. مهام الأستاذ أحمد كانت تصب في أنشطة الفرقة الموسيقية التابعة الكشافة والمسرح وتثريها. كان الأستاذ أحمد معلما بالفطرة - أتقن فن التعامل مع المتعلم والمعلومة. كان الرجل معروفًا بأناقته وخفة دمه. جمعتني به مناسبات عديدة. كنت دائما أتعلم منه شيئا جديدا، لا يتسع المجال لذكر هذه اللقاءات هنا. التقيت به أول مرة وأنا طفل في أول يوم ألتحق فيه بمدارس حرقيقو. وآخر لقائي به كان عندنا زرته في مستشفى بخش، قبل وفاته بأيام. رحم الله الأستاذ الذي حببني في التدريس. 1) الاستاذ محمود صالح سبي، شقيق الاستاذ عثمان سبي الأكبر. رجل عشق اللغة العربية كما لم يعشقها غيره. كان مرجعا يلجأ إليه كل من أراد ردا على سؤال، أي كان، في العربية، وهو الذي لم يخرج من حرقيقو ليتعلمها. لا أحد يدري كيف حصل على تلك الملكة. من سمع الاستاذ محمود وهو يترنم بقصيدة: لا تلمني في هواها ..... أنا لا أهوى سواها لست وحدي أفتديها ..... كلنا اليوم فداها نزلت في كل نفس ..... وتمشّت في دماها