Download Free Audio of وتأتي أهمية هذه الكوكبة وقا... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

وتأتي أهمية هذه الكوكبة وقائدها من دورها الكبير في الحفاظ على ما أسسه السودانيون وتطويره. وأخيرا توريثه للجيل الذي تلاهم. كما تأتي أهميتها أيضا من إعداد باكورة الكوادر الثورية التي دخلت تاريخ إريتريا الحالية. لسوء الحظ، لم يُقال الكثير عن أعضاء تلك الكوكبة وما هو مكتوب عن بعضهم أقل بكثير مما قيل ويقال، ولا يمنحهم حقهم. في الصفحات التالية سأجرؤ على الكتابة عن أربعة منهم - وهم الذين دربهم السودانيون؛ وكان لي شرف التتلمذ على أيديهم: ١. الأستاذ حامد عبد القادر شيخ حامد ٢. الأستاذ أحمد محمود منتاي ٣. الأستاذ محمود صالح سبي ٤. لأستاذ ابراهيم جابر حسب الله أعلم مقدمًا أنني لن أستطيع منحهم حقهم أنا أيضًا، بسبب ندرة المعلومات المتعلقة بهم. وهنا لعل ما تسعفني به الذاكرة عنهم، مهما كان بسيطا، قد يفيد. سوف آتي الى ذكر بقية أعضاء هيئة التدريس تلك في سياق سرد قصة المدارس وحسب أدوارهم وإسهاماتهم. الأستاذ حامد عبد القادر شيخ حامد وصديقه الأستاذ أحمد محمود منتاي كانا من خيرة من ورث (من السودانيين) استخدام الأناشيد والشعر في التحفيز وخلق الدافعية للتعلم. كل من تتلمذ على أيديهما يعلم قدرة ومهارة هذين الرجلين. كانا يحفزان ويحفظان بطرق كانت تحمل بصمة معهد بخت الرضا. فعندما تقدم موسيقى الشعر معززة بسحر اللحن بصوت رخيم صاحبه معلم يعيش كل انفعالات المضمون، لابد وأن تجد المعلومة طريقها الى العقول الفتية المتعطشة للعلم. ساهم ذلك الأسلوب المحبب في تنمية المهارات اللغوية الأساسية لدى الطلاب. فلا عجب أن خريجي مدارس حرقيقو (الذين تم تأسيسهم هكذا) كانوا يتخرجون بذخيرة من المفردات العربية وحصيلة من أدب اللغة العربية يحسدون عليها. فالفضل يعود لجهد هذين الأستاذين وزملائهم. والجدير بالذكر، جل الأناشيد والمحفوظات التي ورثتها المدارس من الأساتذة السودانيين هما من حفظها للطلبة. وظلت بعدهما لأنهما كانا جسرا لمرورها الى من أتى بعدهما. للأسف الأستاذان أقيلا بعد وفاة الباشا بقليل أثر موقفهما من خلاف نشأ بين الحاج ادريس والسيد محمدنور كيكيا (ابن الباشا). ورغم أن الخلاف كان متعلقا بالورث، كانت له أبعاد تمس المدارس أيضا.. علاوة على الأمور المشتركة بين الأستاذ حامد والأستاذ أحمد، كانت أيضا ميزات ينفرد بها كل منهما. دعونا نلقي نظرة خاطفة على كل من الأستاذين. الأستاذ حامد عبد القادر شيخ حامد، المعلم الهادئ البشوش، الذي يضحك محدثه دون أن يضحك، كان معلمًا فريدًا من نواحٍ عديدة. في الوقت الذي كان فيه التصحيح والإصلاح يأخذان منحى الشدة والقسوة، لم يكن الأستاذ حامد عنيفًا لا لفظيًا ولا جسديًا. يقول زميلي الأستاذ عبده حبيب الذي درسه الأستاذ حامد: "لم أره يوما يستخدم العقاب البدني ولم أسمعه يقول كلمات قاسية". وقال لي أستاذنا الأستاذ محمد عبد القادر شيخ، شقيق وزميل الأستاذ حامد، رحمهما الله: "عندما تم تعييني، كنت حديث عهد بإدارة الصف وافتقر إلى الخبرة. كنت اقابل تحديات الطلاب المشاغبين بالعنف والشدة، معتقدًا أن ذلك يردعهم وأسيطر أنا على الوضع. الأستاذ حامد لاحظ ذلك، وعلمني اللين وضبط