Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
المعلمون لم يكن سودانيا واحدا في هيئة التدريس التي قادها سبي. السودانيون أكملوا الرسالة وسلموا الأمانة لأهلها، ورحلوا. ولكن بقت نتائج أعمالهم، وبقوا على تواصل مع المدير الجديد. وظهر دورهم الفعال في تسهيل مرور خريجي مدارس حرقيقو لمصر عبر السودان. هيئة التدريس الجديدة كانت كوكبة لم يتكرر مثلها في العهود التي تلت عهد سبي، وكانت تتكون من الأساتذة: ١. محمود صالح سبي ٢. إبراهيم جابر حسب الله ٣. أحمد محمود منتاي ٤. حامد عبد القادر شيخ حامد ٥. محمد عبد القادر شيخ حامد ٦. محمد حسن كيكيا ٧. محمد جعفر حبيب ٨. محمد علي حجي ٩. عبد الرحمن سعيد ١٠. ابراهيم حسن حبيب هذه المجموعة كانت شبه ثابتة في فترة الاستاذ عثمان عدا الاستاذ محمد علي حجي، الذي كان يترك ويعود للتدريس. والاستاذ ابراهيم حبيب الذي كان ينقل الى زولا، وأرافلي، وإمبيرمي. وجل فترة خدمته كانت في زولا. وهنا للأنصاف لابد من وقفة عند كل من هذين الاستاذين الجليلين لاحقا. في النصف الثاني من الخمسينات التحق بسلك التدريس ثلاث ممن تتلمذوا على أيدي المعلمين السودانيين ثم الكوكبة المذكورة أعلاه: . ١١. صالح جعفر كراني ١٢. بخيت ادريس شنقباي ١٣. محمود صالح دافله ثم التحق بهيئة التدريس الاستاذ: ١٤. علي حامد عبد الكريم في عهد سبي فتحت مدرسة البنات، كما ذكرنا، وأوردنا أسماء المعلمات حينها. وكان أربعة من الفراشين، الذين ظلوا الى السبعينيات: ١. السيد محمود قاضي ٢. اسماعيل محمد ٣. محمد أحمد جابرة ٤. ادريس احمدنور لوبينت هذه الكوكبة الفريدة التي عملت مع سبي كان لها دورا كبيرا فيما أنجزه سبي خلال فترة إدارته للمدارس، والتي لم تتجاوز خمسة أعوام (مشحونة بالتحديات). كل من هؤلاء كان مربيا قبل أن يكون معلما. لا أعجب من عجزي عن التّعبير عن أفضال هؤلاء المعلّمين، ولا من عدم قدرتي أن أسطر شرحا لما قاموا به لنفيهم حقهم. ماذا عساي أن أكتب عن أناس حملوا شعلة العلم، وكرسوا الوقت والجهد والطاقة، وعملوا وعلموا بشغف، ليمرروا الراية الى الأجيال التي تأتي بعدهم. كانوا يترقبون بلهفة شروق شمس يوم جديد على بلد مطهر من براثن الجهل والفقر والبؤس، بلد أهلا للحرية التي طالما حلموا بها وعملوا من أجلها. هؤلاء الفتية والفتيات كانوا مثالا للقيم والأخلاق، مما جعل من المعلم في أيامهم قدوة وقيمة. كانوا مصابيح لا يقوى ظلام التخلف أن يصمد حيالها. لا يملون ولا يكلون. يتحملون شقاوة بعض الأطفال وسوء معاملة المسيء من الكبار في سبيل تأدية رسالة سامية، وكأن لسان حالهم كان يقول "ربنا أعنا على ما نقوم به، وأعفو عمن يسيء الينا لأنهم لا يعلمون". أجل، لم يكونوا معصومين عن الخطأ، ولكن لأمثالهم ومن يقوم بمثل ما قاموا به فالنظر يتجه الى ما حققوا وأنجزوا والى ما حصدوا، والى ما تركوه بذرا في قلب الأرض لينبت ويطرح نورا ولو بعد حين! في الواقع لم يعطوا ما يستحقونه من الاعتراف بجميلهم والتقدير. ولطالما تم التغاضي عن دورهم في إحداث