Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
عهد الأستاذ عثمان صالح سبي في سبتمبر ١٩٥٥م، عين الباشا الأستاذ عثمان صالح ســــبي أول مدير للمدارس من أبناء البلد. سبق سبي ثلاث مدراء وجاء بعده خمسة الى نهاية عام ١٩٧٦م. وسبي يعتبر أشهرهم جميعا بلا منازع. ولد الأستاذ عثمان صالح سبي في حرقيقو في عام ١٩٣١م. وكان من الاطفال التي فتحت المدارس أبوابها بهم، سنة ١٩٤٤م. بدأ بداية قوية؛ إذ كان عند دخوله للمدرسة حافظا للقرآن وكان يقرأ ويكتب، لأنه كان من بيت معروف بالعلم والدين: فوالده كان رجل متفقها في الدين ومأذون البلدة، وتربى عثمان قريبا من قريبه قاضي المحكمة الشرعية بمصوع، القاضي حسن عثمان، رجل عرف بالعلم والحكمة. لاحظ المعلمون نبوغ سبي، وقوة شخصيته وكان محط اهتمام الباشا منذ طفولته. وتم اختياره على رأس المجموعة الأولى التي ابتعثت الى أديس أبابا لإكمال دراستها. وبتوجيه من الباشا التحق سبي بمعهد المعلمين. كان تلميذا متفوقا يتمتع بسمات القيادة. خلال فترة إقامته في أديس أبابا بدأ اهتمامه بالسياسة. كون جمعية سرية من أقرانه. أدى أفرادها القسم بالتوقيع بدمائهم على وثيقة تلزمهم بأن يعملوا لصالح اريتريا. الاستاذ عثمان أصبح مديرا لمدارس حرقيقو في عيد ميلادها الحادي عاشر. ورث سبي من المدراء والأساتذة السودانيين، المشهود لهم بالإتقان والتفاني، خبرة حقبة كاملة من التجربة الثرية. ولكن رصيد الاستاذ عثمان لم يكن مقصوراً على الموروث فقط، فهو الآخر جاء وفي جعبته برامج تطويرية وحلول للعديد من المشاكل التي نتجت من التغييرات التي تزامنت مع وصوله. الأستاذ عثمان كان مديراً أيضا للمدرستين الأخيرتين: مدرسة البنات والمدرسة الصناعية بفرعيها: النجارة، والحدادة. فما كان وضعهما؟ لم يكن الحصول على الطلبة ذلك التحدي الذي كان في عام ١٩٤٤م. ولكن كانت تحديات أخرى أكبر وأكثر تعقيدا تنتظر الأستاذ عثمان. سنأتي الى تفاصيل هذه التحديات لاحقا. الآن نلقي نظرة سويعة على مدرسة البنات والمدرسة الصناعية في عهد سبي، وسوف نأتي على ذكرهما في عهود المدراء الآخرين لاحقا. مدرسة البنات افتتحت مدرسة البنات في عهد سبي؛ رغم أنها كانت مدرجة في برنامج الباشا لفتحها في وقت أسبق. مدرسة البنات ابتدأت بداية متواضعة. مستواها كان دون مستوى مدرسة البنين. كانت تعمل من غرف صغيرة في الجزء الخلفي من مدرسة البنين، بجوار اسطبل لحمير السقي للمدارس. معظم معلمات مدرسة البنات في الخمسينيات والستينيات كن من خارج حرقيقو، من أسمرا ومن أغوردات ومن كرن. على سبيل المثال، في أواسط ونهايات الخمسينيات كن فيها المعلمات فاطمة عمر – المشهورة بفاطمة بلينايت (زوجة السيد أحمد بامشمش، معلم الحدادة). حداس برهاني حرقو إمبايي أبزقو منجشا الأستاذة فاطمة ردّا (زوجة الأستاذ - علي حامد عبد الكريم) والتي كانت أول مسؤولة عن مدرسة البنات ولالتحاقها بمدارس حرقيقو قصة أحد أبطالها كان زوجها، الأستاذ علي. آمنة ملكين (وتعتبر أشهر معلمة درست في مدرسة البنات، ربما لأدوارها النضالية فيما بعد). من الضروري هنا معالجة قصتين، يمكن اعتبار كل منهما دراسة حالة تقرب القارئ من صورة المدارس ومعلميها في تلك الفترة. لا تشترى بالذهب .