Download Free Audio of عينة الاناشيد أعلاه تشي بأه... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

عينة الاناشيد أعلاه تشي بأهداف المنهج وتفسح عن واجهة مسار مدارس حرقيقو. والشعر الفصيح لم يكن أقل ثورية أو وطنية عن الاناشيد. ويمكنه أن يقاس على: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر فلابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر .. وقصيدة وطن النجوم وطن النجوم! أنا هنا * حدّق، أتذكر من أنا؟ ألمحت في الماضي البعيد * فتى غريرا أرعنا؟ جذلان يمرح في حقو * لك كالنسيم مدندنا المقتنى المملوك مل * عبه وغير المقتنى يتسلق الأشجار لا * ضجرا يحس ولا ونى ويعود بالأغصان يب * ريها سيوفا أو قنا ويخوض في وحل الش * تاء مهلهلا متيمنا لا يتقي شر العيو * ن ولا يخاف الألسنا ولكم تشيطن كي يدو * ر القول عنه تشيطنا أنا ذلك الولد الذي * دنياه كانت هاهنا أنا من مياهك قطرة * فاضت جداول من سنا أنا من ترابك ذرة * ماجت مواكب من منى أنا من طيورك بلبل * غنى بمجدك فاغتنى حمل الطلاقة والبشا * شة من ربوعك للدنى وكانت هناك أناشيد شيه يومية، فيها ابتهال كنشيد يا الهي يا الهي: يا الهي يا الهي .... يا مجيب الدعوات اجعل اليوم سعيدا .... وكثير البركات وأعني في دروسي .... واداء الواجبات وانر قلبي وعقلي ..... بالعلوم النافعات واجعل التوفيق حظي ..... ونصيب في الحياة يا الهي يا الهي ..... واستجب كل صلاتي ونشيد.. صباح الخير مدرستي ..... صباح الخير والنور اليك اشتقت بالأمس ..... فزاد اليوم تبكيري أنشطة معززة للمقررات الأكاديمية بجانب الأناشيد المنتقاة والثرية نقل المعلمون السودانيون الى مدارس حرقيقو مسرحيات ومنولوجات، مثل منولوج "عمك تنقو". وعمك تنقو كان شخصية فكاهية عفوية في مجلة "الصبيان" السودانية، التي أسسها الاستاذ عوض ساتي. ويعتقد أن "الصبيان" كانت أول مجلة أطفال في العالم العربي والافريقي، إذ كان أول إصدار لها في عام ١٩٤٦م. أما "عمك تنقو" أسم استقاه الكاتب من شخصية حقيقية لشاب حيوي مشهور بين طلبة بخت الرضا في أواسط أربعينيات القرن الماضي، وأصبح من مشاهير المعلمين السودانيين لاحقا؛ كان أسمه الاستاذ عثمان محمد أحمد تنقو. ويقال إنه لم يكن يشبه الشخصية البهلوانية اطلاقا. قصص "عمك تنقو" كانت هادفة؛ كانت تعليمية، تثقيفية، جميلة يعشقها الصغار والكبار. لم تكن حفلة من حفلات مدارس حرقيقو تخلو من مونولوجات هذه الشخصية. بل كانت هناك قصص نصبّت لعمك تنقو لتحصل على تأشيرة مرور الى المسرح المدرسي. إن أنشطة مدارس حرقيقو في بداية عهدها كانت تتفرد بأمور كثيرة، من بينها: البراعة في أمور المنهج الخفي والمهام المعززة للمقررات الأكاديمية. وأن كانت أمور مثل طابور الصباح والحركة الكشفية تبدو من المهام العادية في ظاهرها؛ إلا أنها كانت غير بسيطة في مدارس حرقيقو. فطابور الصباح كان أقرب الى التربية العسكرية منه الى اصطفاف الطلبة لدخول الفصول. وكلمة مدير المدارس لم تكن ككلمة أي مدير يحث على النظام والاجتهاد والسلوك والمواظبة فحسب، بل كانت تتجه الى التوعية السياسية وإعداد الطالب للتضحية من أجل الوطن. أما الحركة الكشفية فكانت سبقا لم تسبق أي مؤسسة تعليمية في أريتريا مدارس حرقيقو فيه. فالكشافة تحت قيادة شيخ الحركة الكشفية الاستاذ إبراهيم جابر حسب الله، الذي تولى أمرها بعد رحيل المعلمين السودانيين، والذي سنأتي في ذكره لاحقا، فأقل ما يقال عنها: إنها كانت مؤسسة تخدم البلدة، وخاصة عند الشدائد والأزمات. توارثت الأجيال المتعاقبة في المدارس الاناشيد والنصوص والمسرحيات والمنولوجات ... جيل بعد جيل. فما أن يسمع أحد خريجي المدارس لحنا لنشيد أو مطلع لقصيدة وأذ تتسارع الى ذهنه درر ما حفظ في الماضي الجميل البعيد، ويعيش في ذكرى الجمال الذي كان. من يبحث عما كان يدرس في مدارس حرقيقو في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي ويقارن ذلك بما كان يُدْرَس في السودان يجد تطابقا كبيرا بين الاثنين؛ حتى الأناشيد كانت تنشد بنفس الالحان! وهذا في الحقيقة كان من مساهمات المعلمين السودانيين كما أشرت أعلاه. في يوم من أيام ٢٠٠٣م دعاني صديقي السيد أحمد محمد بدري، حفيد الشيخ بابكر بدري، المعروف، والذي جاء ذكره مرتبطا بالمعلمين السودانيين الأول، في بداية هذا الكتاب؛ دعاني السيد أحمد لندوة ثقافية في دار الكوفة بمنطقة "بيزووتر" في لندن. ضيف شرف الندوة كان الفنان السوداني الكبير د. عبد الكريم الكابلي، رحمه الله، بصفته من مواليد مدينة سواكن؛ والندوة كانت عن سواكن. يومها تعرفت على الكابلي على المستوى الشخصي عن قرب. ويومها علمت منه أن والدته اريترية، وأنه غنى لأريتريا، وأنه يعرف الكثير عن مدارس حرقيقو وعن الباشا. تملكني الفضول من أين لكابلي أن يعرف هذا الكم عن حرقيقو ومدارس حرقيقو؟ حصل على معلوماته من أولادها مثل السيد حسن احمد كيكيا، أخ الباشا. بعد الندوة التقيت بالكابلي في منزلي، ثم في محل إقامته. خلال هذه اللقاءات اكتشفت أنه يحفظ، من أيام الدراسة، نفس الاناشيد التي كان يحفظها الطلاب في مدارس حرقيقو. ومن حبه لتلك الاعمال الجليلة وتقديرا وتوثيقا لها، جمعها في إصدارة جميلة بنفس الحانها القديمة. ما ذكره الكابلي دليل على أن التعليم في مدارس حرقيقو كان مرتبطا بالتعليم في السودان، وخاصة ذلك الذي كان موجودا في بورتسودان؛ إذ الاستاذ ساتي وطيفور كانا قد جاءا من مدارس في بورتسودان.