Download Free Audio of أولا: في الفترة التي فتحت في... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

أولا: في الفترة التي فتحت فيها المدارس، اريتريا بأجمعها كانت تعاني من نقص حاد في المعلمين كمًّا ومهارةً. أغلب المنخرطين في سلك التدريس حينها كان دون المستوى الذي كان يطمح إليه الباشا. ثانيا: التعليم في السودان كان متقدما مقارنة بما كان عليه في بلاد الجوار، ما عدا مصر. والسبب، البريطانيون، على عكس الايطاليين كانوا يهتمون بالتعليم في مستعمراتهم. والسودان كان مستعمرة بريطانية. ثالثا: حضارياً وثقافيا السودانيون هم من أقرب الشعوب للإريتريين رابعا: بعد عام ١٩٤١م العنصر السوداني كان موجودا في اريتريا بحكم الوجود البريطاني: فكان منهم الشرطي، والجندي، والموظف، و "حكيم الصحة الوقائي" الخ... وعلى العموم، السوداني في اريتريا مرحبا به لأنه شقيق. هناك روايتان حول كيفية اختيار المعلمين السودانيين والتعاقد معهم. الرواية الأولى تقول إن رجل أعمال سوداني اسمه الشيخ ابراهيم مقبول ساعد الباشا في عملية الاختيار وهو بدوره استعان بالشيخ بابكر بدري المعروف باهتمامه بالمدارس، وبنصرته لتعليم المرأة. وهو من فتح أول مدرسة للبنات في السودان، والتي أصبحت في عصرنا الحاضر جامعة الأحفاد؛ وموجودة الآن. . الرواية الثانية أن الذي ساعد الباشا في اختيار المعلمين كان صديقه السيد عبد الرحمن المهدي. فأي كانت الحقيقة، المدارس ابتدأت بأربعة معلمين سودانيين: الاستاذ ساتي محمد عبد القادر (كان خريج الأزهر الشريف)، مديرا الاستاذ محمد أحمد الهادي، معلماً. الاستاذ طيفور بابكر الديقوني، معلماً الاستاذ مصطفى الحسن عبد الحفيظ، معلماً السودان وقتها كان قد بدأ في جني ثمار معهد بخت الرضا. وهذا المعهد الذي يبدو للوهلة الأولى وكأنه أكاديمية استعمارية زرعها الانجليز في خلاء الدويم (في السودان)؛ غير أن السودانيين جعلوا منه منهجا لتدريب المعلمين في السودان. تأسس معهد بخت الرضا في عام ١٩٣٤م، باشراف مستر جرافيس (بتعليمات الحاكم العام البريطاني للسودان)، كان عمر بخت الرضا، عند افتتاح مدارس حرقيقو ١٠ سنوات. وكان الوحيد من نوعه حينها في المنطقة بكاملها. والانجليز كانوا يحرصون على أن يكون المعلم السوداني خريج بخت الرضا، أو أن ينتسب اليه ويحصل على التوجيه والتدريب منه عن بعد. والمعلمون السودانيون الاربعة كانوا على صلة ببخت الرضا، وكانوا يستعملون مؤلفاته وبرامجه في أعمالهم. اختار الباشا الاستاذ ساتي محمد عبد القادر، والذي كان من خريجي الأزهر الشريف، مديراً للمدارس. وهو بدوره قام باختيار المعلمين وتعيينهم. ولذلك وضع معايير وأساليب الاختيار كمهمة من مهامه كمدير. وهذه لم تكن مهمة سهلة. كل من تتلمذ على أيدي هذا الرعيل الأول، يشهد لهم بالخير. والحقيقة ان الأساس الذي وضعه هؤلاء الأربعة كان صلبا؛ جعل كل من جاء بعدهم أن يستفيد منه بطريقة أو بأخرى. أحد العمالقة الذين أختارهم الأستاذ ساتي، كما أسلفت، كان الشاعر المخضرم الاستاذ طيفور بابكر الدقوني خريج مدرسة الأميرية والمعهد العلمي والذي درس بمدرسة المؤتمر ببورتسودان قبل أن يأتي الى مدارس حرقيقو. الاستاذ طيفور مكث في حرقيقو ثماني سنوات بين معلم ومدير. وهو مؤلف معظم الاناشيد التي ترنم بها الطلبة واشتهرت بها المدارس، وسوف نتطرق لها عندما نأتي إلى المنهج. معلمين فيها.