Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
في العموم، حرقيقو جميلة جمال فجرها الندي وشروق شمسها المبهر: شمس ترتفع من وراء بحر يداعب ساحل البلدة بأمواج خجولة تتكسر دلعا على رمالها البيضاء تسحر؛ جميلة جمال ضحاها وعصاريها الهادئة. الغروب في حرقيقو يزحف على مهل وكأن الشمس تكره وداع تلك البقاع فتتمهل. أما سكون ليلها، وإن تخلله نباح كلب أو عواء ذئب بعيد، يظل لباسا هادئ ينشر سكينة يلفها ضوء القمر والنجوم الذي يغسل الوديان ويتراقص على سطح البحر، ليشكّل لوحة فنّية تغري الناظر. كل فنان، أمّا لا يوجد ما يقارن به دجاها. فهو يمرّ على عجل ليفسح لتباشير يوم جديد وترانيم صوت رخيم يتبعه أذان الفجر. والصلاة عند أهل حرقيقو دائما خير من النوم. ويومهم يبدأ مبكرا. بداية اليوم تعني: راع يهش غنما أو يسوق إبلًا وبقرًا، وعامل وموظف يهرعان إلى محطة حافلة الخامسة المتّجهة نحو مصوّع. صيّاد سمك تراه قد أبحر بعد الفجر ليعود بالخير قبل العصر، وحطاب سلاحه الفأس والحبل يتجه صوب الجبل. أصحاب المحلات، والحرف من جزار وصائغ وإسكافي وترزي وقهوجي وطباخ يتجهون إلى السوق. وعند الساعة الثامنة يدق جرس المدرسة، معلنا بداية اليوم الدراسي. وهكذا تدب الحياة في البلدة ويستقبل سوقها تجار المواشي والمنتوجات الزراعية وباعة الحليب ومشتقاته على دفعات من الأرياف المجاورة للبلدة والضواحي؛ حركة البلدة تهدأ ساعة القيلولة بين صلاتي الظهر والعصر. تأوي حرقيقو إلى فراشها بعد صلاة العشاء وحافلة الثامنة مساء آخر حافلة تأتي من مصوّع، فرقيقو بلدة تنشط مع الشمس: تنام بعدها بقليل، وتتحرك مع عبق الفجر الممزوج برائحة القهوة التي تفوح من كل بيت!