Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
كالعادة صار كتفها يوجعها بسبب المخدة.. المخدة قديمة، حتى القطن اللي جواتها متآكل، والغلاف الخارجي تبعها كان برضه تعبان وحالته حالة، لأنها عندها من زمان، وبسبب العرق والدموع كمان! كثير كانت (سميرة) تبكي وكانوا دموعها يغرقوا المخدة، لكنها كانت تحمد الله، اللي بتعرف إنه موجود من وهي صغيرة، لأنه مرت أبوها القاسية الصارمة كانت تسمحلها إنها تنام على الفراش بعد عذاب طويل.. مرت أبوها سيئة، لكنها كانت سبب إنها عالأقل تنام على الفراش، وعلى هاي المخدة، وهاي نعمة كبيرة بنظرها، نعمة من الله إلها بسبب دعاءها وصلاتها، حتى لو كانت تصلي بدون وضوء! لأنه ما حدا علمها شو تعمل، هي لحالها كانت توقف قدام الحيط، ترفع إيديها للسما، وتدعي بقوة، وحرقة.. وعشان صلاتها نجاها ربها من الحريق.. الحريق اللي كان حيحول جسمها لقطعة فحم! صحيح إنه وجهها وجسمها تشوهوا، لكن الصغار اللي بيلعبوا معها في غرفتها كل ليلة كانوا يطمنوها، ويحكولها إنها لما تكبر وينمو جسمها رح يتغير جلدها، وتروح آثار الحريق.. هم كانوا يحكولها وهي كانت تهز راسها مع ابتسامة كبيرة، لأنها كانت حاسة إنه هالإشي رح يصير معها، ورح تتغير، ورح يصير معها كثير أشياء حلوة.. كانت تعرف إنه الله معها دايماً، لكنها كانت بتخاف من الشوارع الفاضية وقت الفجر! بتكرهها! ليش مرت أبوها بتصرّ دايماً إنها تروح تشتري خبز الفجر؟ الأفران لسة ما بتكون بدأت بالشغل، والخبز لسة كمان ما بيكون جهز، ليش هالمرة القاسية ما تتقي الله فيها وتخليها ترتاح لبعد شروق الشمس عالأقل؟ طيب عأول النهار ما بينفع؟ ليش بتكره تشوفها مرتاحة ولو شوي؟ الوجع بكتفها زاد فجأة، ولهيك كان لازم تقوم، أحسن ما الوجع يضل يزيد، وتزيده مرت أبوها عليها بضرب قاسي.. أخذت (سميرة) السلة الفاضية وطلعت من البيت، ما غيرت أواعيها لأنه ما كان عندها إلا فستان واحد بتلبسه في كل وقت وكل مكان، فستان بيتي بسيط وممزوع من عدة أماكن، قديم ومهترئ من أكثر من جهة، وطبعاً ما بينغسل! مرت أبوها ما بتحطه في الغسالة بالمرة، من يوم ما النار أكلت بشرتها وهي بتتحمم وبتلبس نفس الفستان، عايشة فيه، وما بتلبس غيره.. طلعت من الباب وعيونها كلهم نعس وخوف، الشوارع كانت فاضية، وفي برد حست إنه بيكسر العظام، (سميرة) بتخاف بسبب وبدون سبب، وبتمشي جنب الحيط وهي متوترة، بتضل جنب الحيطان وزوايا الشوارع، بتتذكر ربها فبيطمن قلبها شوي، قبل ما يرجع الخوف يهاجمها من جديد! برد قارص بيكتسح طريقها، وهوا مزعج، وما في حدا بيمشي بالشارع غيرها بهيك وقت، بتتلفت حواليها بقلق، كثير مرعب إنها تكون لحالها بهيك فراغ مخيف، لكنها بنفس الوقت كانت خايفة إنها يظهر حدا غيرها، بنفس خوفها من إنها لحالها بالشارع! قالولها إنه الجن لحالهم هم اللي بيطلعوا بهيك وقت، بيطلعوا يصيدوا ضحايا، وبيحبوا الأطفال الصغار، وبالذات البنات، لأنه صيدهم أسهل من صيد الكبار بكثير! رفعت راسها وبلعت ريقها بصوت مسموع، وهاي متمسكة بالسلة الفاضية بأطراف أصابعها المتجمدين، عشان ما تظهر كفريسة سهلة، لكنها كانت بدها تشهق برعب هائل لما شافت شخص ظهر فجأة في نهاية الشارع.. شخص طويل، جسمه ملفوف بعباية شتوية غامقة، مغطيته من راسه حتى رجليه، شافها الشخص ودار وجهه للجهة الثانية، قلبها الصغير صار يرجف، وصارت تتمتم بشوية أدعية، من جديد وزي دايماً بتطلب الحماية من ربها، لكن الدعاء لحاله ما كان يكفي هالمرة، لهيك شدّت بالمشي أكثر، أسرع، عشان تتجاوز الشخص الغارق في عبايته السوداء، الشخص المخيف، اللي أكيد من الجن، لأنه ما حدا بيطلع بهيك وقت إلا الجن! مرت من جنبه بسرعة فدار الشخص وجهه للجهة الثانية، وسمعت بعض التمتمات غير المفهومة منه، أكيد بيحكي تعويذة شريرة، عشان يسحرها ويقدر يسيطر عليها أو يصيدها بسهولة، أكيد، هيك كانت تفكر وهي بتحاول تبعد عنه بأقصى سرعة بتقدر عليها، وهي مرعوبة بشكل رهيب! بعّدت عنه وصار وراها، ملزق بالحيط بشكل خوفها أكثر، لمحته بطرف عينها لسة مكانه وما لحقها، فتنهدت بقوة، تنفست الصعداء بسعادة لأنه ما قدر يصيدها أو يسيطر على عقلها، مشت شوي ولقت باب الفرن، كان لسة يا دوب بيفتح الباب، شافها الخباز وهو واقف ورا شباك قدامه قضبان حديد زي السجن، سكر الخباز الشباك بدون سبب وهو بيتمتم، أكيد بيدعي ربه إنه يفتح عليه ويزيد رزقه.. ومن بعيد، على بعد أمتار، الشخص الملفوف في عبايته السوداء، بعّد حاله عن الحيط وصار يمشي بسرعة، بعيد عنها، وعن الفرن، وعن الشارع كله، وهو بيحوقل، وبيبسمل، وبيتذكر شو قالتله مرته قبل ما يطلع من البيت، قبل شوي: - "إذا شفت (سميرة) لا تخلي عيونك تيجي بعيونها! اللي بيتطلع على وجهها المحروق بتتلبسه! لا تنسى! هي كل يوم بتطلع وبتمشي بالشارع في مثل هذا الوقت وبتروح عند الفرن! كل يوم، من يوم ما مرت أبوها ولعت فيها النار وقتلتها"!! #كوابيس #قصة_جديدة