Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
بدأ 17 أغسطس بالاقتراب وبدأ أمل تلاميذ مدرسة المحمدية في الازدياد في تأدية عرض فني كبير يليق بهم ويشرفهم في الكرنفال القادم، وكان لهم الحق في ذلك ، فمهار منحهم الاعتقاد بأنهم يمكنهم الفوز بعد ابتكاره عرضا فنيا مستوحى من رقصة ماساي الافريقية، لكن بإضافة معان وتلميحات لها تتمثل في مهاجمتهم من طرف فهود وهم بصدد الرقص، وبرغم التشتيت الذي يتعرضون له إلا أنهم يبقون كتلة واحدة ويستمرون في أداء رقصتهم إلى حين أن يأتي جنود بواسل يدفعون عنهم الفهود. لم تكن هذه الفكرة إلا من ابداع مهار، فنان مدرسة المحمدية الأول. وجاء يوم الكرنفال أخيرا، اجتمع أفراد مدرسة المحمدية وراء منصة العرض وهو ملونون بلون بني كالأبقار الافريقية مرتدين لقلائد مصنوعة من فاكهة نخيل السكر وتيجانا كبيرة من أقمشة محفوفة بريش الإوز، وكان مهار قد خطط أولاد المراحل الأدنى للمدرسة بلونين أصفر وأسود مخططين نسبة للفهود، انتظر الأولاد انتهاء دور المدارس الأخرى التي قدمت أداءً مثاليا إلى أبعد الحدود، خاصة مدرسة ب نيما. وبعد ان حلّ دورهم فاجأ مهار منصة كبار الشخصيات وقارعو الطبول بقرع لها مهيئين للعرض، ثم دخل راقصو الرقصة الأفريقية وبدؤوا بأداء حركاتهم المصممة لهم، وبعدها دخل التلاميذ الأبقار وهم يشتكون حكاك شديدا في صدورهم جراء قلائد نخيل السكر، لكن ما الحيلة؟ عليهم أن يكملوا العرض وإلا لن ينجح العرض، زاد ذاك الحكاك في روعة أداء الأبقار وهيجانها ثم دخل الفهود وبدؤوا بمهاجمة الابقار التي تدافع عن نفسها ومع نشوة قرع الطبول دخل جنود القبيلة للدفاع عنها من الفهود في عرض لم يُخيَّل لأحد أن يكون بتلك الروعة إلا لمهار، عرض لم يكن ليُنجَز فقط ليكون العرض الفائز، وهو ما كان فعلا! لقد فازت مدرسة المحمدية بجائزتها الأولى التي ستملأ خزانة العرض الزجاجية الفارغة. بعد نشوة الفوز، حان الآن وقت وضع الجائزة في خزانة العرض الزجاجية، كانت لحظة فخر بالنسبة للتلاميذ، المعلمة بو مس وباك هرفان، لكن شعور مهار بالفخر كان لا يُقارن بتاتا، لقد أنهى عقما دام أربعين سنة! أبدت بو مس استعدادها لتلبية مطلب واحد لمهار، فما كان منه إلا أن طلب ما طلبه دوما منها، تعليق ملصق بروس لي على جدار الصف! لبت المعلمة طلب تلميذها وشعر مهار بالسعادة الكبرى. أما إكال فقد كان يشعر بالغرابة تلك الأيام، أصبح حزينا يهوى العزلة لا يسعده شيء، ما الذي حدث له؟ إنه الشوق إلى تلك الفتاة من متجر الطباشير، فعل إكال المستحيل كي يصبح المسؤول الوحيد عن شراء الطباشير في صفه وهو ما حدث فعلا. ازدادت لقاءات يد إكال بيد الفتاة وأصبحا على درجة من التفاهم دون النظر إلى بعضهم البعض مجددا، ترجى إكال صديقه شهدان أن يأتي له بإسمها وهو فعله الأخير، بل فعل أكثر من ذلك، لقد اكتشف أنها ابنة عم آكيونج! توسل إكال هذه المرة آكيونج أن يتوسط بينه وبين آلينغ فهذا هو اسمها، فسيكون ساعي رسائله إليها، بعد القليل من التفاوض والخدمات وافق آكيونج على ذلك، لِمَ يفعل إكال كل هذا؟ إنه الحب.