Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

إلا أنه بالنسبة للأربعة الأولين نجد الحقيقة التاريخية تمتزج بالأسطورة، الأمر الذي أفقدها قيمتها، وعلى العكس من ذلك، فإن الملوك الأتروسكيين، وجدت أسماء بعضهم منقوشة على الحجارة مثل اسمي الملكين طركو ومسطرنا (أي طرخان وسرفيوس توليوس بالصيغة الرومانية). ومن جهة أخرى فإن عملية تأسيس المدن، وما يرتبط بها من تقديم القرابين كطقوس دينية، وجعل المدينة داخل سور مقدس يحميها؛ كل ذلك يعتبر من أهم العادات الأتروسكية في تأسيس المدن. وأن ما نسبته الأسطورة إلى روملوس Romulusفي هذا الموضوع ما هو إلا انعكاس للطريقة الأتروسكية. ومن جهة ثالثة، فإن طريقة تأسيس روما، مطابقة للطقوس المتبعة عند الأتروسكيين في تأسيس المدن، فهي عندهم إجراء ديني سياسي، يقوم بتنفيذه زعيم واحد طبقا لطقوس دينية رسمية، لا يحيد عنها فرد من الأتروسكيين. فكان المؤسس البطل يربط ثورا وبقرة إلى محراث برونزي، ثم يشق به الأخدود المقدس، الذي يحدد رقعة المدينة. ويخص الآلهة بمساكن فوق أعلى تل داخل المدينة. كما يخط المؤسس الشارعين الرئيسين المتعامدين الكاردو Cardoمن الشمال إلى الجنوب، والديكيمانوس Decumanusمن الشرق إلى الغرب. وهكذا فمن المرجح أن يكون تأسيس مدينة روما عملا أتروسكيا صرفا، وإن كان هذا التأسيس في حد ذاته، توحيدا للقرى السبعة، التي كانت منتشرة على التلال الثلاثة سابقة الذكر، في مرحلة أولى ضمن مدينة حقيقية لها سورها الخاص؛ لتشمل فيما بعد تلال الكابتول والكيرينال والفيمنال والأفينان في عهد سرفيوس توليوس خلال القرن 7ق.م. كل ذلك لا يتناقض مع الفكرة التي تجعل هذا التأسيس اتحادا بين العناصر اللاتينية والسابينية والأتروسكية، التي كان الكابتول قلعتها، ومركز عبادتها المشتركة، ومدفن الثالوث الأتروسكي المقدس جوبيتير وجونون ومنيرفا، ويشكل المنخفض ساحتها العمومية التي أطلقوا عليها الفوروم Forumأي المركز الاقتصادي والسياسي للمدينة. ولا بد هنا من الإشارة إلى بعض المظاهر المادية الحضارية التي تعكس هذا، وترتبط بالعهد الملكي في روما كالأبنية الدينية مثل معبد فستا ( Vestaإلهة رومانية أمدت43 الرومان بالنار)، والمعبد الفخم الذي شيد على الكابتول، ثم القناة الكبرى لصرف المياه العكرة (كلواكا ماكسيما )Cloaca Maximaوالقنطرة المقدسة (قنطرة سوبليكوس). إضافة إلى سور المدينة الكبير الذي ينسب عادة لسرفيوس توليوس