Download Free Audio of ستينيات القرن الماضي استم�... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

ستينيات القرن الماضي استمرار معضلة المنهج عهد المستر إبن بس عين الحاج إدريس المستر إبن بس، الهندي الجنسية، مديرا للمدارس بدلا من سبي. ترجل سبي عن الإدارة، أو أكثر دقة أقيل.: إقالة سبي من الإدارة لم يكن أمرا مريحا. الجو المدرسي كان ملبدا بالغموض، مثله مثل الجو السياسي. الجو السياسي كان مكتظاً بالأحداث.. تم تأسيس حركة التحرير الإريترية من قبل السيد محمد سعيد ناوود في عام ١٩٥٨م؛ ثم تأسست جبهة التحرير الإريترية في الفاتح من سبتمبر ١٩٦١م. واسم عواتي سطع في سماء تاريخ اريتريا. ألغي ما كان يطلق عليه الاتحاد الفيدرالي بين إثيوبيا واريتريا في ١٤ نوفمبر ١٩٦٢م، وضمت إريتريا الى اثيوبيا في ١٦ نوفمبر في السنة نفسها. معلمو المدارس كانوا مشغولين بأمور لا يفقه فيها المستر إبن شيئا. جاء تعيين المستر إبن مديرا لمدارس حرقيقو بواسطة خاله المستر بول الذي كان حينها مديرا لمدرسة الأمير مكنن الثانوية في أسمرا. وهذه كانت فترة توجهت فيها وزارة التربية والتعليم الى الهند لجلب المعلمين منها. فيبدو أن مدارس حرقيقو حذت حذو الوزارة، وأتت بالمستر إبن وزوجته. والمستر أبن كان حينها شابا حديث التخرج والزواج. زوجته، مسز إبن، كانت أول معلمة تدرس في قسم البنين. شكلها كان فريدا وغير مألوف: سيدة ملفوفة بالساري الهندي لا تتحدث الا الإنجليزية بلكنة هندية. مسز إبن كانت معلمة الرياضيات، وكانت جيدة. المستر إبن أيضا واجهته معضلة عدم نجاح الطلبة في امتحان الوزارة للصف الثامن، مرة أخرى، المشكلة لم تكن في الطلبة، بقدر ما كانت في الامتحانات التي كانت تأتي من مقررات لم يدرسها الطلاب كما يجب. لم يكن المستر إبن ليغامر بإرسال الطلبة للقاهرة، ولا سيما أن رئيس مجلس الإدارة كان ضد الفكرة أساسا. فأستعان المستر إبن بخاله المستر بول الذي أوجد حلا للمعضلة. أقترح المستر بول على الحاج إدريس كيكيا، رئيس المجلس والمستر إبن مدير المدارس أن يفتحا الصف التاسع، وألا يكترثان كثيرا بامتحان الوزارة لدخول الثانوية. وأن يدرسوا منهج الوزارة وتحت اشرافه. وعند تكملة الطالب الصف التاسع تعطى له شهادة نقل من مدرسة الى مدرسة، وفي هذه الحالة يكون النقل الى مدرسة الأمير مكنن، التي هو (المستر بول) مديرها. بالعمل بهذا الأسلوب؛ أرسل المستر إبن مجموعتين. الأولى كانت تتكون من محمد نور صالح باشا كيكيا (إبن الباشا)، وحسين محمد باقر (الذي أصبح لاحقا معلما في المدارس)، وإدريس حسين سعدو (الذي درس لفترة قصيرة في المدارس، وأصبح مهندسا معروفا فيما بعد). كان ذلك في عام ١٩٥٩-١٩٦٠م. وأرسل المجموعة الثانية في ١٩٦١-١٩٦٢م، وكانت تتكون من حسن سيد عمر، وعبده علي حبيب (الذي درس وعمل مديرا للأكاديميات لفترة قصيرة في المدارس لاحقا). لم يكتب لهذا الحل الديمومة، لأنه كان مرتبطا بأفراد؛ ذهبوا فذهب. ترك المستر بول إدارة مدرسة الامير مكنن، فما كان إمام طلبة مدارس حرقيقو الا أن يتوفقوا في امتحان الوزارة. وقد كان. من الانجازات التي حققت في عهد المستر إبن كان دخول مجموعة من الطلبة الى القوات البحرية وكانوا (على ما أذكر): إدريس حجي عبد الله، عمر منتاي، الأمين شيخ، محمد شنقباي، عثمان محمد كيكيا، على انرعلي، إبراهيم عافا. الأمين شيخ، محمد شنقباي، عثمان محمد كيكيا تركوا القوات بعد فترة قصيرة. الأمين التحق بالبحرية التجارية وأصبح بحارا. محمد وعثمان انخرطا في أعمال الشركات التجارية في مصوع. على انرعلي وإبراهيم عافا التحقا لاحقا بالثورة وقاما بأعمال بطولية عظيمة مشهود بها واستشهدا. عمر منتاي أيضا أشترك في الثورة في أواسط السبعينيات ثم ترك الميدان.. إدريس حجي عبد الله طول نسبيا في القوات البحرية وتحسب له أعمال بطولية وهو ضمن القوات. وللتاريخ، من أهم من ساهموا في إنجاح عملية إدخال هؤلاء الشباب للقوات البحرية كان الشيخ صالح جابر قولاي، (حينها كان نائب مدير مديرية البحر الأحمر). ومن الأحداث المهمة في عهد إبن: قام طلبة مدارس حرقيقو بأول إضراب شامل تضامنا مع أخوتهم طلبة المدارس في كل إريتريا. من قاد الأضراب كان طلبة الصف التاسع. وتم التوقيع على عريضة المطالب في منزل الطالب (حينها) حسن سيد عمر. وكان ذلك عمل بطولي من قبل حسن. حرك الاضراب الحكومة. جاء مدير المديرية (حينها) السيد الأمين إدريس ورئيس الشرطة حينها الكولونيل "مرإيد". واجتمعا بالمعلمين وطلبة الصفوف العليا لإقناعهم بإنهاء الاضراب والعودة الى الدراسة. ولم يستطيعا لأن إنهاء الإضراب كان بيد من بدأوه في أسمرا. المدير والكولونيل لم يظهرا المقاومة الشديدة للإضراب. و قال الكولونيل مرإيد عبارة بالتجرينية ما زالت عالقة في ذهني، ترن في أذني: "قولعا يقويي إمبر أي قدمن إيو" يعني "الطفل قد يجري و لكنه لا يسبق". و لم أعرف ما قصده. البعض أعتقد أنه قال أتركوا هذا الأمر للكبار! أهم حدث في عهد المستر إبن، بلا منازع، كان نجاح أول مجموعة في امتحان الصف الثامن، و كانت تتكون من أربعة: (١) محمد علي سفاف (التحق بمعهد المعلمين باسمرا) و من ضمن المدارس التي درس بها بعد تخرجه كانت مدارس حرقيقو، و في المهجر نذر نفسه لخدمة اللاجئين الاريتريين أولا في السودان، حيث كان مديرا لمدرسة جهاز التعليم الذي كان تابعا لقوات التحرير الشعبية، ببورتسودان؛ و بعدها في اليمن. (٢) محمد جابر حسب الله ـالتحق بثانوية الامير مكنن بمصوع. و أخيرا أصبح مهندس بترول بارع، و عاش و توفى في الإمارات المتحدة. (٣) عثمان محمد شلال (التحق بثانوية الامير مكنن في مصوع ثم أصبح معلما بمدارس حرقيقو ثم مديرا لها بعد محمد عبد الرزاق. (٤) محمد عبد الرزاق (التحق بثانوية الامير مكنن في مصوع، أصبح لاحقا معلما في مدارس حرقيقو ثم مديرها، و أخيرا مستشارا تربويا في بريطانيا. و هو مؤلف هذا الكتاب. نجاح هؤلاء فك عقدة امتحان الوزارة، و سجل للمستر إبن نصرا مبينا. في الواقع ساهم في انجاز عمل المستر إبن عددا من الاشخاص. فالمعلمون الذين درسوا هؤلاء الطلبة طيلة دراستهم في حرقيقو، و بالذات الذين بذلوا جهودا حثيثة في فترة المتوسط (من الصف الخامس الى الصف الثامن)، و وقوف المجتمع وراء جهود المعلمين؛ كلها أمور يجب أن تؤخذ في الحسبان. و هذا لا يعني إسقاط عمل معلمي فترتي التأسيس و الابتدائية، فالتعلم عمل مستمر و تراكمي. و لكن المجموعة التي بدأت مرحلة الوسطى في عهد إبن كانت التي تم إعدادها دون أن يكون امامها باب السفر الى مصر مفتوحا. كان لها خياران: إما النجاح في امتحانات الوزارة، و إما الاستفادة من برنامج إبن/بول.