Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
****** Result for Image/Page 1 ****** ٤ رمضان ١٤٤٢ هـ ١٦ أبريل ٢٠٢١ م جمهورية مصر العربية وزارة الأوقاف رمضان شهر القران دعوة للتأمل في عظمة كتاب الله (عز وجل الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: قد جاءكم من اللـه لـور وكتاب مبين يهدي به الله من البع رضوانه بسبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى السور بإذنـه ويهـديهم إلى صراط مستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الته وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن الله (عز وجل) فضل شهر رمضان المبارك على سائر الشهور، واختصه بفضائل عديدة، من أعظمها أن أنزل فيه القرآن على قلب نبينا (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول (عز وجل): شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يجعل للقرآن مزيد عناية واهتمام في شهر رمضان، حيث يقول سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما): كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أجود بالخير من الريح المرسلة. كما أن الصيام وقراءة القرآن يكونان سببا في نجاة العبد يوم القيامة، حيث يقول نبينا (صلى الته عليه وسلم): (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقـول الصيام: أي رب منعنه الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعنه النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان). ****** Result for Image/Page 2 ****** والمتأمل في الشريعة الغراء يجدها تحفل بالدعوة إلى تلاوة القرآن، كما أنها أجزلت على ذلك الثواب العظيم، حيث يقول تعالى: إن الذين يثلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور، ويقول سبحانه: ورئل القرآن ترتيلا، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (افرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (لا حسد إلا في اثنتين: رجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار، ورجل اتاه الله مالا فهو ينفقه اناء الليل وآناء النهار)، ويقول خباب بن الأرت (رضي الله عنه): تقرب إلى الله ما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه. على أننا نؤكد أن قراءة القرآن ينبغي أن لا تقف عند حدود التلاوة دون فهم لمعاني القرآن ومقاصده وغاياته، وتأمل لجوانب عظمته، حيث يقول تعالى: أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، وجوانب العظمة في القرآن الكريم لا تعد ولا تحصى، فالقرآن الكريم حبل الله المتين، والنور المبين الذي لا يناله التحريف، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا تنقضي عجائبه، يقول سبحانه: ونزلنا عليك الكتاب تبيائا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. وإن من جوانب العظمة في القرآن الكريم قوة تأثيره على كل ما يتصل به، حيث يقول تعالى: لو انزلها هذا القرآن على جبل لرأيته خاشئا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون، ومنها: أن الله تعالى تحدى الإنس والجن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله، فعجزوا عن ذلك كله، حيث يقول تعالى: قل لئنن اجتمعت الإنس والجن على ان ياتوا بمثل هذا ٤ و ****** Result for Image/Page 3 ****** القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعصهم لبئض ظهيرا، ويقول سبحانه: أم يقولون افتراه قل أثوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كننم صادقين، ويقول (عز وجل): أم يقولون افتراه قل فأثوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين. إن المتأمل في كتاب الله (عز وجل) يجده عامرا بالآيات الدالـة على عظمة الخالق سبحانه وبيان مظاهر قدرته، سواء في خلق الكون أم في خلق الإنسان، فقد أودع الله (عز وجل) في كتابه العزيز علم كل شيء، حيث يقول سبحانه: ما فرطنا في الكتاب من شيء، ولا زال العلماء في عصرنا الحديث بما تـوفر لـديهم من أدوات علمية وبحثية لم تكن متوفرة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يؤكدون حقائق علمية وكونية أثبتها القرآن الكريم من أكثر من ألف وأربعمائة عام، ومن ذلك أن العلم الحديث قد أثبت أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل بين شخصين، حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة، وهو ما يلفت القرآن الكريم الانتباه إليه في قوله تعالى: بلى قادرين على أن نسوي بنائه، حيث خص الحق (سبحانه وتعالى) البنان دون غيره بالذكر؛ كونه مميزا لكل إنسان عن بني جنسه من جميع البشر. فما أحوجنا إلى قراءة القرآن الكريم، وتدبر معانيه، والتأمل في جوانب عظمته، والتخلق بأخلاقه؛ حتى يتحقق بذلك صلاح القلوب، وصلاح المجتمعات. اللهم بارك لنا في رمضان واجعلنا من أهل القرآن