Download Free Audio of أسس العثمانيون دولة مترامي�... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

أسس العثمانيون دولة مترامية الأطراف على ثلاث قارات عرفت بالدولة العثمانية، و التي قامت على مؤسسات قوية عسكرية اقتصادية إدارية وسياسية واجتماعية. وقد ربطت تلك الدولة علاقات قوية بين مختلف الدول المحيطة بها، كما كان لها دور أساسي في العالم المتوسطي مع مطلع القرن السادس عشر. وسنبين في هذه المادة أصول وجدور العثمانيين، وأهم مراحل تشكل الدولة العلية العثمانية حتى أصبحت دولة عالمية، كما سنسلط الضوء على مؤسساتها ونظمها المختلفة، وأهم الأدوار التي قامت بها في المجال المتوسطي وخارجه. -1العثمانيون: الأصول والبدايات ينتسب العثمانيون إلى عشيرة قايي التركية وهي من الأتراك الغز أو "الأوغوز"، كانت تستوطن في منطقة ما وراء النهر التي تسمى اليوم تركستان، وقد كان مجال تحرك الترك يمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقا إلى بحر الخزر "قزوين" غربا، ومن السهول السيبرية شمالا إلى شبه القارة الهندية وفارس جنوبا . وقد تحركت القبائل التركية منذ النصف الثاني من القرن السادس الميلادي من الأصلي نحو آسيا الصغرى في هجرات ضخمة. ومن أبرز الأسباب التي كان وراء هجرات القبائل: -العامل الاقتصادي والديمغرافي، حيث توالت على المنطقة سنوات الجفاف، ثم نظرا لكثرة النسل ،وهو ما جعلها تبحث عن مجال يوفر الكلاء والمراعي. - الضغوط التي مارستها القبائل المغولية التي أجبرتها على الرحيل لتبحث عن مواطن أخرى وعن الأمن والاستقرار. غير أن النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي سيعرف أحداث حاسمة نتج عنها تغيير جدري في الأوضاع الجغرافية والسياسية لمنطقة أسيا الصغرى، وتتجلى في اكتساح المغول 2لمنطقة الشرق الأدنى. وصولا إلى قيصرية في آسيا الصغرى، وقد بسط المغول هيمنة سياسية على دولة سلاجقة الروم في الشطر الغربي من الأناضول. لقد أجبرت تلك الأحداث سليمان شاه والد أرطغرل وجد عثمان الأول أن يهاجر في عام 617ه/1220م مع قبيلته إلى بلاد الأناضول فاستقر في مدينة اخلاط ويستفاد من الكتابات التاريخية أن عشيرة قايي التركية تركت منطقة خلاط حوالي 1299م تحت ضغط الأحداث العسكرية التي شهدتها المنطقة بفعل الحروب التي أثارها السلطان جلال الدين الخوارزمي، وزحفت إلى حوض نهر دجلة. وقد توفي سليمان شاه والد أرطغرل غرقا بعد اجتيازه النهر سنة 1230م، فترأس العشيرة ابنه ارطغرل الذي ارتحل بعشيرته إلى أرزنجار، وكانت هذه المدينة تشهد قتالا بين السلاجقة والخوارزميين، وقد ساند أرطغرل القوات السلجوقية، فكافأه السلطان السلجوقي علاء الدين سلطان قونية بأن أقطعه عدة أراضي وأقاليم خاصة بعدما ظل يعتمد عليه في صد هجمات البيزنطيين والمغول، وكان أهم ما أقطعه منطقة في أقصى الشمال الغربي من الأناضول على الحدود البيزنطية في المنطقة المعروفة بسكود حول “اسكي شهر" حيث بدأت العشيرة تعرف وضعية جديدة وهي "الإمارة الحدودية".