Read Aloud the Text Content
This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.
Text Content or SSML code:
إن الأمن الغذائي هو أحد أهم الموضوعات التي تشغل بال الكثير، سواء من علماء البيئة أو المنظمات الدولية وبخاصة في المجتمعات التي تعاني من الكوارث البيئية والمخاطر المترتبة عليها. فهل ستكون قدرة البشر على إطعام أنفسهم في المستقبل معرضة للخطر بسبب الضغط الشديد على الموارد الطبيعية وتزايد عدم المساواة وآثار التغير المناخي؟ وكم ستبلغ كلفة التوسع في إنتاج الغذاء والنمو الاقتصادي على البيئة الطبيعية؟ وهل ستختفي نصف الغابات التي غطت الأرض في يوم من الأيام؟ تلك الأسئلة التحذيرية وغيرها من الأمور المتعلقة بالموارد الطبيعية والأمن الغذائي والكوارث الطبيعية والمجاعات ومستقبل البشرية ودور بني البشر في ذلك كله، كانت محور تقرير حديث أطلقته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من مقرها في روما، مستهدفة من خلاله تسليط الضوء على تلك الموضوعات المهمة لمستقبل البشرية، وبقاء أبنائها على قيد الحياة. فمن المرجح أن يبلغ عدد سكان العالم 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050 ، فإن هذه الزيادة في عدد السكان ستزيد من الطلب العالمي على المنتجات الزراعية بنسبة 50 في المئة مقارنة بالمستويات الحالية، إن السؤال الرئيسي الذي يطرحه تقرير (الفاو) هو: هل ستكون الزراعة ومنظومات الغذاء في العالم قادرة في المستقبل على تلبية حاجات سكان العالم المتزايد بصورة مستدامة؟ الجواب عن هذا السؤال هو: نعم، تستطيع منظومات الغذاء ذلك، لكن إطلاق هذه الإمكانية، وضمان استفادة البشرية بكاملها يتطلب ما يسميه التقرير “تحولات كبرى”. ويلخص ذلك بالقول إنه من دون الاندفاع نحو الاستثمار في منظومات الغذاء وإعادة تنظيمها، سيظل الكثير من الناس جوعى عام 2030، وهو العام الذي حددته أجندة أهداف التنمية المستدامة للقضاء على انعدام الأمن الغذائي المزمن وسوء التغذية. وللكوارث الطبيعية أثر كبير على توفير الغذاء حيث أن الاحتباس الحراري والغابات المدارية،وانبعاث الغازات لهم أثر كبير على توفير الغذاء وللإنسان يد في انبعاث الغازات. إننا بحاجة إلى نظام وسياسات تمكن الشعب، وصغار المزارعين من الحصول على أرض، وبذور، وموارد. ويتعين علينا أن نخلق الظروف التي تمكن المجتمعات الريفية من العمل بنجاح وازدهار. والزراعة الصديقة للبيئة تمكننا من بناء نظام غذائي مستدام حقاً، ومن تغيير فهمنا وممارستنا في الإنتاج والاستهلاك الغذائي، والوعي لدى البشر للحد من الكوارث الطبيعية كل ذلك سيساهم بشكل إيجابي في التقليل من المجاعات حول العالم. .