Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

ذلك هو اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أن هذا الباب يتضمن أصناف الرجال الذين يحصرهم العدد والذين لا توقيت لهم، ويتضمن المسائل التي لا يعلمها إلا الأكابر من عبد الله الذين هم في زمانهم بمنزلة الأنبياء في زمان النبوة وهي النبوة العامة، فإن النبوة التي انقطعت بوجود رسول الله : إنما هي نبؤة التشريع لا مقامها، فلا شرع يكون ناسخة لشرعه . ولا يزيد في حكمه شرعا آخر، وهذا معنى قوله : «إن الرسالة والبؤة قد انقطعت فلا رسول بغيري ولا تبي» أي لا نبي بعدي يكون على شرع يخالف شرعي، بل إذا كان يكون تحت حكم شريعتي، ولا رسول أي لا رسول بعدي إلى أحد من خلق الله بشرع يدعوهم إليه. فهذا هو الذي انقطع وسد بابه لا مقام النبوة، فإنه لا خلاف أن عيسى عليه السلام نبی ورسون، وأنه لا خلاف أنه ينزل في آخر الزمان حكما مقسطة عدلا . بشر عنا لا بشرع آخر ولا بشرعه الذي تعبد الله به بني إسرائيل من حيث ما نزل هو به، بل ما ظهر من ما فر: شرع محمد ، ونبوة عيسى عليه السلام ثابتة له محققة، فهذا نبي ورسول قد ظهر بعد: به وهو الصادق في قوله أنه لا نبي بعده، فعلمنا قطعة أنه يريد التشريع خاصة وهو المعبر عنه عند أهل النظر بالاختصاص وهو المراد بقولهم: إن النبوة غير مكتسبة . وأما القائلون باكتساب النبوة فإنهم يريدون بذلك حصول المنزلة عند الله المختصة من غیر تشریع لا في حق أنفسهم ولا في حق غيرهم، فمن لم يعقل النبوة سوى عين الشرع ونصب الأحكام قال بالاختصاص ومنع الكسب، فإذا وقفتم على كلام أحد من أهل الله أصحاب الكشف بشیر بکلامه إلى الاكتساب كأبي حامد الغزالي وغيره فلیس مرادهم سوى ذكرناه ، وقد بينا هذا في فصل الصلاة على النبي ﷺ في آخر باب الصلاة هذا الكتاب ، وهؤلاء هم المقربون الذين قال الله فيهم: وعينا يشرب بها المقونه (سورة المطففين : الآية ۲۸] و به وصف الله نبيه عيسى عليه السلام فقال : وجيها في الدنيا والآخرة وبين المميينه (سورة آل عمران : الآية 45] و به وصف الملائكة فقال : ولا المملكة القوة (سورة النساء: الآية ۱۷۲] ومعلوم قطعا أن جبريل كان ينزل بالوحي على رسول الله ﷺ ولم يطلق عليه في الشرع اسم نبي، مع أنه بهذه المثابة فالنبوة مقام عند الله يناله البشر وهو مختص بالأكابر من البشر، يعطى للنبي المشرع ويعطى للتابع لهذا النبي المشرع الجاري على سنته، قال تعالى : وووهبنا لم ين يا أخاه هو ياه (سورة مريم : الآية 53] فإذا نظر إلى هذا المقام بالنسبة إلى التابع وأنه باتباعه حصل له هذا المقام سمي مكتسبة والتعمل بهذا الاتباع اکتسابة، ولم يأته شرع من ربه ما من