Download Free Audio of عهد الخلافة (316-422 كان الأمي�... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

عهد الخلافة (316-422 كان الأمير عبد الله بن محمد آخر الأمراء في عهد الإمارة، وقد عين قبل وفاته حفيده عبد الرحمن الناصر، وكانت الأندلس يومها تحتاج إلى الهمة العالية والسياسة الحكيمة لحل مشاكلها وتوفير الاستقرار المطلوب، وكان عبد الرحمن الناصر بطبعه أميرًا حازمًا ذكيًا وعادلً شجاعًا. تولى عبد الرحمن الناصر الحكم سنة 300، فإذا به يقدم على تغيير التاريخ ويُحيل الضعف إلى قوة، والفرقة إلى وحدة، فقاد الجيوش بنفسه واتجه إلى الثورات وقضى عليها، وبعد ستة عشر عامًا من حكمه وحد الأندلس كلها تحت راية واحدة، ثم أطلق على نفسه لقب أمير المؤمنين، ومن هنا يبدأ عهد جديد في الأندلس هو عهد الخلافة الأموية. وقد قامت في عهد عبد الرحمن الناصر نهضة حضارية كبرى، فلم يكن اهتمامه بالجيش والأمن فقط، بل اهتم بالنواحي العلمية والاقتصادية والعمرانية حتى صارت دولته أقوى دول العالم، وصار هو بلا منازع القائد الأعظم في زمانه وذاع صيته في الدنيا كلها، وجاءت السفارات من كل أوربا تطلب ودَّه، وبعد خمسين عامًا من حكمه للبلاد توفي سنة 350 واستخلف من بعده ابنه الحكم المسنتصر بالله على الحكم. وبالرغم من أن الحكم المستنصر كان من أفضل حكام الأندلس إلا أنه أصيب في آخر أيامه بالشلل، وقام باستخلاف ولده هشام بن الحكم من بعده، وكان هشام عمره أحد عشر عامًا فقط، وكان حينئذ متولي أمر الوصاية عليه محمد بن أبي عامر الذي أصبح بحكم وصايته على الخليفة الصغير الحاكم الفعلي للبلاد. ظل محمد بن أبي عامر (الحاجب المنصور) يحكم الأندلس ابتداء من سنة 366وحتى وفاته في سنة 392، وكان عهده يتميز بالقوة والكفاءة، حيث كان يخرج للجهاد مرتين في العام، وقد استخلف على الحجابة من بعده ابنه عبد الملك بن المنصور، الذي تولى حكم البلاد سبع سنوات متصلة سار فيها على نهج أبيه، فكان يجاهد كل عام مرة أو مرتين، وقد عرف ذلك العهد بعهد الدولة العامرية (366- 399)، والدولة العامرية كما وصفها بعض المؤرخين هي ذروة تاريخ الأندلس ومن أقوى فتراتها، ففيها بلغت الدولة الإسلامية الغاية في القوة، وقد استمرت ثلاثا وثلاثين سنة، وكانت مندرجة في فترة الخلافة الأموية؛ لأن الخليفة كان ما زال قائمًا، وإن كان مجرد صورة. في سنة 399 توفي عبد الملك بن المنصور، فتولى أمر الحجابة من بعده أخوه عبد الرحمن بن المنصور، لكنه مع بداية توليه الحكم اشتعلت الثورات والفتن في الأندلس وما لبث أن قتل، ومنذ مقتله انفرط العقد تمامًا في البلاد، وبدأت الثورات تكثر والمكائد تتوالى، وبدأت البلاد تنقسم، ومن ثم كان سقوط الدولة العامرية ومعها الخلافة الأموية في سنة 422 عهد ملوك الطوائف (422- 479 نتج عن سقوط الدولة الأموية في الاندلس أن انقسمت البلاد إلى دويلات صغيرة متنازعة، واستقل كل أمير بناحيته وأعلن نفسه ملكًا عليها فدخلت البلاد بذلك في عصر جديد هو عصر ملوك الطوائف، وهو من أصعب فترات التاريخ الأندلسي وأكثرها تعقيدًا وتشابكًا، فعلى الرغم من قصر مدتها التي لا تتجاوز القرن الواحد إلا أنها تتسم بالأحداث المتعاقبة والأطماع المتزايدة، والفرقة والتنازع الشديدين. وكانت هذه الأحداث جديرة بأن تجعل القرن الخامس الهجري من القرون المظلمة في تاريخ الأندلس كله، فمنذ إعلان إلغاء الخلافة الأموية وسقوطها بدأت الأندلس بالفعل تقسم بحسب العنصر إلى دويلات مختلفة، ليبدأ ما يسمى بعهد دويلات الطوائف، أو عهد ملوك الطوائف، قسمت فيه بلاد الأندلس إلى سبع مناطق رئيسة: وهكذا قسمت بلاد الأندلس إلى سبعة أقسام شبه متساوية، وكل قسم أو منطقة من هذه المناطق كانت مقسمة إلى تقسيمات أخرى داخلية، حتى وصل عدد الدويلات الإسلامية داخل أراضي الأندلس إلى اثنتين وعشرين دويلة.. عهد المرابطين (479- 541) في أواخر حكم ملوك الطوائف استغل الإسبان تقسيم الأندلس إلى دويلات وصاروا يحتلون مدنها مدينة تلو أخرى، عندئذ استغاث أحد ملوك الطوائف وهو المعتمد بن عبَّاد أمير مدينة أشبيلية بيوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين بالمغرب والتي كانت حينئذ تحكم غرب إفريقيا كله، ولم يتردد ابن تاشفين في إنقاذ الأندلس، وتحرك بنفسه على رأس جيشه ليلتقي مع جيش الإسبان في معركة الزلَّاقة الشهيرة في سنة 479 ثم عاد إلى المغرب. بعد ذلك تكرَّرت هجمات الإسبان مرة أخرى على الأندلس، بل وازداد النزاع بين أمراء الطوائف، فاجتمع فقهاء الأندلس على دعوة يوسف بن تاشفين لضم الأندلس إلى دولة المرابطين، فتوجه ابن تاشفين إلى الأندلس مرة أخرى وضمها إلى دولته، ونشر العدل، وساد الأمن، وازدهرت التجارة، وتحمَّل جيش المرابطين عبء الجهاد والدفاع عن الثغور، ومع أن حكم المرابطين للأندلس كان أقل من ستين سنة، إلا أن عهدهم يوصف بأنه كان بالنسبة للأمة الأندلسية عهد استقرار نسبي، تمتعت فيه بنوع من الدعة والرخاء. عهد الموحدين (541- 642هجري كانت دولة المرابطين في أواخر عهدها تتجه بقوة نحو هاوية سحيقة وكارثة محققة، وكان لا بد أن تتحقق سنة الله تعالى بتغيير هؤلاء واستبدالهم بغيرهم، وهذا ما تم بالفعل، إذ قام رجل من قبائل مصمودة البربرية يُدعى محمد بن تومرت بثورة على المرابطين، وكان محمد بن تومرت هذا صاحب منهج في التغيير والإصلاح. وقامت دولة الموحدين على أساس دعوة دينية إصلاحية، وكانت للموحدين فلسفة في الحكم قوامها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الزهد في الدنيا، وأبرز من حكم في هذه الدولة أبو يوسف يعقوب المنصور الذي انتصر على الإسبان انتصارًا ساحقًا في معركة الأرك سنة 591 واستطاع إخضاع معظم بلاد الأندلس تحت راية الموحدين، ولكن الموحدين عادوا فهُزِموا في موقعة العقاب سنة 609 ، فهان أمرهم، ثم بدأت الدولة تضعف وتنهار بسبب الحروب الداخلية بين زعمائها واستغل الإسبان ذلك فاستولوا على معظم مدن الأندلس. مملكة غرناطة وسقوط الأندلس (635- 897) بعد أن ضعفت سيطرة الموحدين في الأندلس، عادت البلاد وتفككت إلى إمارات صغيرة ضعيفة متناحرة، وزاد ضغط الإسبان على المسلمين، ولكن برز في هذه الفترة أبو عبد الله محمد بن يوسف المعروف بابن الأحمر واستطاع أن يسيطر على مدينة غرناطة رغم سقوط باقي مدن الأندلس بأيدي الإسبان الواحدة تلو الأخرى فسقطت قرطبة وبلنسية وأشبيليه وغيرهما، ولم يبق بأيدي المسلمين إلا مدينة غرناطة التي استمرت بعد هذا الانهيار الكبير لمدة تقرب من 250 سنة، ولكن في النهاية ضعف أمرها في أواخر عهدها، وسقطت أمام الإسبان في سنة 897