Download Free Audio of التاريخ الإسلامي دون تشويه... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

التاريخ الإسلامي دون تشويه أو تزوير التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل. تاريخ الأندلس يشمل أكثر من ثمانمائة سنة كاملة من تاريخ الإسلام، وهي فترة ليست بالقليلة وقد قام فيها كثير من الدول وارتفع نجمها، وسقط فيها أيضًا كثير من الدول وأفل نجمها، وقصة الأندلس قصة مؤلمة لأنها تسرد تاريخًا ومجدًا زاهرًا، وهذا المجد في الواقع قد انتهى وضاع، إلا أنه لا مناص عن قراءة صفحات هذا المجد السليب وهذا التاريخ الثري، لنقرأ كيف تقام الأمجاد وكيف تضيع. أحوال الأندلس قبل الفتح الإسلامي في سنة 86هـجريه = 705ميلادي بسطت جيوش المسلمين بقيادة موسى بن نصير سلطانها على الشمال الأفريقي (ليبيا، مصر، تونس، الجزائر، المغرب)، ولم يكن يفصلها عن بلاد الاندلس إلا مضيق جبل طارق، وكانت الأندلس حينئذ تحت حكم القوط الغربيين، وكانت تشهد في هذه الآونة صراع على العرش بعد وفاة حاكمها غيطشة، وكان هذا الصراع متمثلًا في أخيلا بن غيطشة ولذريق أحد قادة الجيش. تمكن لذريق بدوره من اعتلاء عرش الأندلس، واستولى على ممتلكات أولاد غيطشة وتتبعهم بالأذى، ففروا أولاد غيطشة إلى يُليان حاكم مدينة سبتة في الشمال الأفريقي، والتي كانت حينئذ ولاية تابعة للقوط، وكانت هي المدينة الوحيدة التي لم يكن فتحها المسلمون، فأرسل حاكم مدينة سبتة يُليان إلى طارق بن زياد نائب موسى بن نصير يستعين به، ويطلب منه المساعدة في استعادة ممتلكات أولاد غيطشة مقابل تنازله للمسلمين عن مدينة سبتة ومساعدته لهم في الوصول إلى الأندلس. أسباب الفتح الإسلامي للأندلس لم يكن هدف المسلمين من الفتوحات الإسلامية البحث عن الأراضي الواسعة أو جمع الثروات، إنما كانت الدعوة إلى الله وتعليم دينه للناس كافة هو الهدف الأساس لفتوحاتهم لتصل دعوة الله إلى الجميع، فبعد أن اطلع طارق بن زياد على رسالة يُليان بعث بها إلى موسى بن نصير، فبعث موسى بن نصير بدوره إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك يُطلعه الخبر ويستأذنه في الفتح فأذن له الخليفة بذلك. عهد الفتح (91 الي 95هجريه = 710 الي 714ميلاديه) وصلت رسالة الإذن من الخليفة الوليد بن عبد الملك، فجهز موسى بن نصير بالفعل سرية من خمسمائة رجل، وجعل على رأسهم طريف بن مالك، فعبروا البحر من سبتة سنة 91هجريه = 710ميلاديه ، وأصابت الحملة كثيرا من الغنائم ثم عادت في أمن وسلام، وقد شجع نجاح هذه الحملة موسى بن نصير فأرسل قوة عسكرية أخرى بقيادة طارق بن زياد في سنة92هجريه = 711ميلاديه ، وعبر طارق المضيق وسيطر على الجبل الذي حمل اسمه منذ ذلك الوقت، والتقى مع جيش لذريق حاكم القوط في معركة وادي برباط (وادي لكة) الفاصلة التي انتهت بانتصار المسلمين ونهاية جيش القوط وقائدهم. استغل المسلمون هذا الانتصار فتوغلوا في البلاد وفتحوا كثيرًا من المدن، وكتب طارق بن زياد إلى موسى بن نصير يخبره بما حقق من انتصارات وما فتحه من مدن مما شجَّع موسى بن نصير على العبور هو الأخر إلى الأندلس، واشتركا القائدان في فتح المدن، المدينة تلو الأخرى حتى لم يكن يتبقى من كل بلاد الأندلس إلا جزءًا يسير، وعندئذ أمرهما الخليفة الوليد بن عبد الملك بوقف الفتوحات والعودة إلى دمشق، فعادوا في سنة 95هجريه = 714ميلاديه ، بعد ثلاث سنوات ونصف من الفتوحات، وعيَّن موسى بن نصير قبل مغادرته ابنه عبد العزيز وألايًا على الأندلس. عهد الولاة (95- 138هـجريه = 710- 756ميلاديه) بعودة القائدين موسى بن نصير وطارق بن زياد إلى دمشق يبدأ في الأندلس ما يعرف بعصر الولاة، وفي هذا العصر كانت الأندلس ولاية عربية تابعة للخلافة الأموية بدمشق، وتعاقب على حكمها في هذا العصر عشرون واليًا في مدة اثنين وأربعين عامًا، كان أولهم عبد العزيز بن موسى بن نصير، وآخرهم يوسف بن عبد الرحمن الفهري، وقسم المؤرخون هذا العصر إلى فترتين رئيستين: الفترة الأولى: فترة جهاد وفتوح وعظمة للإسلام والمسلمين، واستمرت سبعة وعشرين عامًا، من بداية سنة 95هجريه =714ميلاديه وحتى سنة 123هـجريه =741ميلاديه. الفترة الثانية: فترة ضعف ومؤامرات ومكائد، واستمرت خمس عشرة سنة، من سنة 123هـجريه =741ميلاديه ، وحتى سنة 138هجريه =756ميلاديه . عهد الإمارة (138 الي 316هجريه = 756 الي 929ميلاديه ) عرفت هذه الفترة بفترة الإمارة الأموية، وسميت إمارة لأنها أصبحت منفصلة عن الخلافة العباسية في بغداد، وأول من حكم خلال هذه الفترة هو عبد الرحمن الداخل الذي امتدت فترة حكمه أربعة وثلاثين عامًا متصلة، منذ سنة 138هجريه = 756ميلاديه وحتى سنة 172هجريه= 788ميلاديه ، وكانت هذه الفترة هي بداية تأسيس عهد الإمارة الأموية، وكانت من أقوى فترات الأندلس، حيث قامت على عبد الرحمن الداخل خلالها أكثر من خمس وعشرين ثورة تغلب عليها جميعًا. وينقسم عهد الإمارة الأموية إلى ثلاث فترات: الفترة الأولى: واستمرت مائة عام كاملة (138- 238هـجريه )، وتعتبر هذه الفترة هي فترة القوة والمجد والحضارة، وكانت فيها الهيمنة للدولة الإسلامية على ما حولها من مناطق. الفترة الثانية: وتعد فترة ضعف، وقد استمرت اثنين وستين عامًا (238- 300هجريه)، وكان آخر أمرائها الأمير عبد الله بن محمد. الفترة الثالثة والأخيرة: وهي ما بعد سنة (300هجريه =913ميلاديه )، وحتى (316 86هـجريه = 929ميلادي )، وهي فترة التأسيس والانتقال لعصر الخلافة الأموية وتُعد بداية عهد عبد الرحمن الناصر.