Download Free Audio of تاريخ الأندلس يشمل أكثر من �... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

تاريخ الأندلس يشمل أكثر من ثمانمائة سنة كاملة من تاريخ الإسلام، وهي فترة ليست بالقليلة وقد قام فيها كثير من الدول وارتفع نجمها، وسقط فيها أيضًا كثير من الدول وأفل نجمها، وقصة الأندلس قصة مؤلمة لأنها تسرد تاريخًا ومجدًا زاهرًا، وهذا المجد في الواقع قد انتهى وضاع، إلا أنه لا مناص عن قراءة صفحات هذا المجد السليب وهذا التاريخ الثري، لنقرأ كيف تقام الأمجاد وكيف تضيع. أحوال الأندلس قبل الفتح الإسلامي في سنة 86هـ= 705م بسطت جيوش المسلمين بقيادة موسى بن نصير سلطانها على الشمال الأفريقي (ليبيا، مصر، تونس، الجزائر، المغرب)، ولم يكن يفصلها عن بلاد الاندلس إلا مضيق جبل طارق، وكانت الأندلس حينئذ تحت حكم القوط الغربيين، وكانت تشهد في هذه الآونة صراع على العرش بعد وفاة حاكمها غيطشة، وكان هذا الصراع متمثلًا في أخيلا بن غيطشة ولذريق أحد قادة الجيش. تمكن لذريق بدوره من اعتلاء عرش الأندلس، واستولى على ممتلكات أولاد غيطشة وتتبعهم بالأذى، ففروا أولاد غيطشة إلى يُليان حاكم مدينة سبتة في الشمال الأفريقي، والتي كانت حينئذ ولاية تابعة للقوط، وكانت هي المدينة الوحيدة التي لم يكن فتحها المسلمون، فأرسل حاكم مدينة سبتة يُليان إلى طارق بن زياد نائب موسى بن نصير يستعين به، ويطلب منه المساعدة في استعادة ممتلكات أولاد غيطشة مقابل تنازله للمسلمين عن مدينة سبتة ومساعدته لهم في الوصول إلى الأندلس. أسباب الفتح الإسلامي للأندلس لم يكن هدف المسلمين من الفتوحات الإسلامية البحث عن الأراضي الواسعة أو جمع الثروات، إنما كانت الدعوة إلى الله وتعليم دينه للناس كافة هو الهدف الأساس لفتوحاتهم لتصل دعوة الله إلى الجميع، فبعد أن اطلع طارق بن زياد على رسالة يُليان بعث بها إلى موسى بن نصير، فبعث موسى بن نصير بدوره إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك يُطلعه الخبر ويستأذنه في الفتح فأذن له الخليفة بذلك. عهد الفتح (91- 95هـ= 710 - 714م) وصلت رسالة الإذن من الخليفة الوليد بن عبد الملك، فجهز موسى بن نصير بالفعل سرية من خمسمائة رجل، وجعل على رأسهم طريف بن مالك، فعبروا البحر من سبتة سنة 91هـ= 710م، وأصابت الحملة كثيرا من الغنائم ثم عادت في أمن وسلام، وقد شجع نجاح هذه الحملة موسى بن نصير فأرسل قوة عسكرية أخرى بقيادة طارق بن زياد في سنة92هـ= 711م، وعبر طارق المضيق وسيطر على الجبل الذي حمل اسمه منذ ذلك الوقت، والتقى مع جيش لذريق حاكم القوط في معركة وادي برباط (وادي لكة) الفاصلة التي انتهت بانتصار المسلمين ونهاية جيش القوط وقائدهم. استغل المسلمون هذا الانتصار فتوغلوا في البلاد وفتحوا كثيرًا من المدن، وكتب طارق بن زياد إلى موسى بن نصير يخبره بما حقق من انتصارات وما فتحه من مدن مما شجَّع موسى بن نصير على العبور هو الأخر إلى الأندلس، واشتركا القائدان في فتح المدن، المدينة تلو الأخرى حتى لم يكن يتبقى من كل بلاد الأندلس إلا جزءًا يسير، وعندئذ أمرهما الخليفة الوليد بن عبد الملك بوقف الفتوحات والعودة إلى دمشق، فعادوا في سنة 95هـ= 714م، بعد ثلاث سنوات ونصف من الفتوحات، وعيَّن موسى بن نصير قبل مغادرته ابنه عبد العزيز ولايًا على الأندلس.