Download Free Audio of أمي تِعبت جدًا بمرض في القل�... - Woord

Read Aloud the Text Content

This audio was created by Woord's Text to Speech service by content creators from all around the world.


Text Content or SSML code:

أمي تِعبت جدًا بمرض في القلب، كانت بتتعالج منه لسنين، لكنها وصلت في النهاية لمرحلة صعبة وصحتها تدهورت، وبعد ثلاثة أيام.... ماتت، وبعد ما التغسيل والعزاء والدفنة خدوا وقتهم، لاقيت ورقة تَحت مخدة أمي لونها أصفر، وكانت كاتبة عليها بالرصاص "كاشف الميتين في بيتنا، وهيمشي بعد موت أ..." الجُملة للأسف كانت مَهزوزة، كأنها كتبتها قبل ما تموت بلحظات، استغربت أوي، وافتكرت مشهد منستهوش ، لما دخلت على أمي أوضتها قبل وفاتها بيوم وكانت الدنيا ليل والإضاءة ضعيفة، والجو شتاء وبَرد، لاقيتها نايمة على سريرها وفي خيال أسود واقف فوقيها وراسه واصلة لحد السقف، فشغلت نور الأوضة بحذر وبصيت ملقتش حاجة، وقفلت النور وخرجت. أقنعت نفسي يومها إن كنت بتخَيل عادي ومفيش لا خيال ولا حاجة، ودخلت أوضتي اللي مواجهة على طول في وش أوضة أمي، وبصيت بطرف عيني على سريرها ، وشوفت الخيال الأسود بيُخرُج من عَندها وبيختفي، وبعدها نمت وصحيت على صوت أختي الصغيرة وهي بتصرخ وبتقول "ماما ماتت"..... رجعت من شرودي وركزت في الورقة الصفراء وحاولت أوصل لتكملة الجملة، بس فشلت زي فلاح حاول يزرع الصحراء من غير مياه، ومعَ فاجعة فقداني لأمي، وحزن أختي الصغيرة، وأختي الوسطانية، كانت الصدمة شديدة، حاولنا نخرج منها بصعوبة، وبعد شهر بدأت الأمور تهدا. وفي يوم كُنت راجع من شغلي في الفجر، دخلت أطمن على أخواتي، كانوا نايمين كل واحدة في سريرها، قَربت منهم في الضَلمة، وبُوست راسهم، وقَبل ما أخرج لاقيت حاجة لزجة على الأرض، نزلت على رجليا وحَطيت إيدي عليها، كانت ليها ريحة قذرة، وخرج منها صوت، زي صوت المياه وهي بتدلق، ولونها كان أحمر غامق، ولمحت ناحية اليمين، تحت سرير أختي الصغيرة أمي قاعدة على رجليها، وباصة براسها لقدام، وفجأة أمي لفت راسها، وبصيتلي، وشها مكَنش فيه مناخير، ولا عينين، ولا بوق، كان فيه حواجب بس، وكانت واصلة لحد راسها. فضلت ثابت في مكاني، ولاقيتها دخلت تحت سرير أختي الصغيرة، وأنا قُمت ودورت عليها، ملقتهاش، اتبخرت زي المياه في فصل الصيف، واصطدمت في الخيال الأسود واقف فوق أختي وراسه واصلة لحد السقف، وكان رُفيع مش عَريض، جريت ناحية النور وشغلته، لاقيت كل حاجة اختفت فورًا، وأختي الوسطانية صحيت وبصتلي، وقالتلي: -أنت نازل ؟ -لا، أنا لسه جاي. -جاي ؟ والصوت اللي سمعناه أنا وأختك قَبل ما ننام جاي من أوضة ماما، وافتكرناك أنت، مين عمله ؟. -أن.. أنا.. هي.. هيكون مين غيري ؟ -ومالك بتتكلم كده كأنك أخرس ؟ وبعدين ليه بتتدخل الأوضة علينا كتير، أنا لمحت خيالك الأسود كل شوية بيتحرك حوالينا، بس من التعب مكنتش قادرة أقولك تبطل حركة. -ثانية، هعمل تليفون صغير وهجيلك. هربت من أسئلتها، وقعَدت في الصالة، رجلي وجسمي بيترعشوا، مش مِن كلام أختي، مِن الخيال الأسود اللي شوفته فوق أختي الصغيرة، الخيال ده بعد ما شوفته فوق سرير أمي ماتت بعدها، يعني ده معناه إن... إن.. إن أختي هتموت، أنا لازم أحذرها.... فضلت صاحي لحد ما الشمس نورت السماء، ودخلت الأوضة عليهم، وصحيتهم بقلق، أختي الصغيرة صحيت، وكانت كويسة، والتانيه مكنتش بترد عليا، فضلت أهز فيها جامد، مَلقتش أي رد فعل، صرخت، فلاقيت أختي الصغيرة بتقولي: -أنت بتعمل كده ليه ؟ وقامت زقتني وشالت الغطاء بتاع أختي لاقيت تحته مخدة، وقالتلي: -عبير في الحمام، معقولة مشوفتش الغطاء وإنها مش تحته يعني ؟ شديتها من إيدها وخَرجنا بَره الأوضة، وقولتلها بزعيق: -النهاردة وبكره وطول الأسبوع ده مش هتنزلي من البيت خالص، مفهوم ؟ عينها دمعت وخافت مني لأول مرة، وسنينها العشرة، وطفولتها بانوا عليها في الزعل، وقعدت تعيط، ودخلت أوضتها. باب الحمام اتفتح، وقفت واستنيت أختي التانيه تخرج منه، بس مَخَرَجتش، قَربت منه وخَبَطت عليه، ولما مردتش فتحته وبَصيت، وملقتهاش جواه، فضلت أنده عليها في الشقة وقَلبت الدنيا، وجريت على تليفوني واتصلت بيها، رنة، التانيه، التالتة، ردت في الرابعة، زعقتلها: -أنتي فين ؟ الصوت مكَنش واضح، وبيقطع، وكان حواليها دوشة كتيرة، وناس بتتكلم بصوت عالي، وبتصرخ، وبتعيط، وأصوات تانيه لناس بتحذر، وناس بتذكر ربنا، وصوت أختي ظهر من وسط كل دول، ولاقيتها بتقولي: -الحقني يا رامي، وأنا رايحة الجامعة في عربية خبطتنا، وعربيتنا اتقلبت، في ناس ماتت، وفي ناس اتصابت، أنا راسي بتنزف، والناس بَره بيحاولوا يفتحوا الباب ويخرجونا، لكنه مش راضي، أنا شمة ريحت بَنزين، وفي نار قُريبة مننا، رامي أ... قطع صوتها، صوت انفجار ضخم، التليفون وقع من إيدي، ولبست وجريت، وخدت عربيتي من تَحت البيت، وروحت على الطريق بتاع كُليتها، لما وصلت الدنيا كانت زحمة والطَريق مَقفول، رَكَنت عربيتي على جنب ونزلت أجري، وملقتش حاجة، والدنيا كانت طبيعية جدًا، طلعت تليفوني واتصلت بأختي تاني، ردت عليا وقالتلي إنها في البيت، ومتصلتش بيا، وقعدت تنده عليا قَبل ما أنزل وتكملني بس أنا مردتش عليها، وكنت بعمل تصرفات غَريبة. ركبت عربيتي وبصيت لنفسي في المراية الأمامية كأني مجنون، ورجعت البيت على الغروب، ولما دخلت الشقة لاقيت أختي الوسطانية قاعدة قدام باب الحما وبتعيط، جريت عليها، وسألتها، قالتلي: -أختك.. أختك دخلت الحمام وقفلت على نفسها الباب، وسمعت بعدها صوت حاجة بتقع جوه جامد، وفي دم خَرج من تَحت باب الحمام، حاولت أكسره مقدرتش، وجيت استنجد بالجيران باب الشقة مفتحش، حاولت أتصل بيك، ملقتش التليفون. -امتى حصل ؟ -مِن رُبع ساعة. جريت على باب الحمام وبعِزم ما فيا، ضربته برجلي، اتفتح شوية، فضربته تاني وتالت لحد ما فتح كله، ودخلت لاقيت أختي واقعة في الأرض وراسها على البانيو بتاع الحمام وبتنزف جامد، شيلتها ووديتها أقرب مستشفى، وبعد ساعة...... الدكتور خَرج وقالي إنها ماتت بكسر مضاعف في الجمجمة. مَر بعدها الوقت عليا تقيل أوي زي أيام الصيف، غسلناها ودفناها، وأنا واختي مكنش بنتكلم خالص، ولا بنرد على حد، ولا حتى قدرنا نعمل عزاء من الفاجعة. بَعد كام يوم أختي راحت تقعد عَند خالتي علشان مش حابة تفتكر حاجة من البيت خالص، وأنا مرفضتش وسيبتها براحتها، وجيت بليل فتحت اللاب توب بتاعي علشان أشغل أي حاجة تخرجني من حالتي، وحَطيت ايدي في جيبي علشان أشوف تليفوني، لاقيت الورقة الصفراء بتاعت أمي، فتحتها، وقَريت نفس الجُملة " كاشف الميتين في بيتنا، وهيمشي بعد موت أ.." وقدرت أفهم إن أخر كلمة هي "أختك". الحيرة وقتها احتلتني، فكتبت في سيرش جوجل" كاشف الميتين"، وعملت سيرش ملقتش أي نتائج، غيرت اللغة وعملت سيرش بالأنجليش، لاقيت مجموعة كبيرة من القصص والمقالات نازلة على مواقع عالمية موثقة، بتحكي عن تجارب وقصص لناس حصلهم نفس اللي حصل معايا، وإنهم شافوا خيال أو ظل أسود، واقف فوق أشخاص، وبعد مدة زمنية بسيطة من رؤية الخيال ده الأشخاص دول ماتوا.. وكانت في مواقع كاتبة إن الخيال ده لما بيظهر فوق الناس وقت نومها بتكون إشارة إنهم هيموتوا، والخيال ده بيكشف موت البشر للناس القريبة منهم، بطرق ورموز وشفرات، واللي بيشوفوه بيكون عندهم شفافية عالية. أغلب الموضوعات اللي قريتها بتقول إن "كاشف الميتين" مبيتسببش في أزية حَد، هو بيتواجد فقط قبل وقت الوفاة بحاجة بسيطة، ولو حد فهم اللي بيعمله، وحاول ينقذ أو ينبه الشخص اللي هيموت، "كاشف الميتين" بيقدر يلعب في الوقت والأحداث، ويلخبط الدنيا في بعضها، علشان يمنع تدخل أي إنسان في إنه ينقذ أو ينبه الإنسان القريب منه بأنه هيموت... كمان لاقيت تحذيرات كتيرة بتقول إن أثناء رؤيتك لـ"كاشف الموتى" مينفعش تتكلم أو تقول حاجة، وإلا صوتك هيختفي تمامًا وهيقعد كده لفترة طويلة. قفلت ألاب توب، وجسمي كله كان بيترعش، وتقريبًا فهمت سبب كل اللي حصل.... بعد سنة الحياة انتظمت في البيت مِن جديد، وأختي رجعت لحياتها والجامعة، وأنا انتظمت في شغلي وكنت خلاص داخل على خطوبة من بنت حبيتها، بس إمبارح على الفجر لاقيت أختي الوسطانية داخلة عليا الأوضة، وبتديني ورقة في إيدي، فتحتها، ولاقيتها كاتبة "صوتي مش راضي يطلع، بس في حاجة غريبة، أنا شوفت من كام ساعة خيال أسود طويل، ورفيع وراسه واصلة لحد السقف، واقف فوقك وأنت نايم". لو القصة عجبتكم الشير واللايك والكومنت بيفرقوا معانا جدًا وبيخلونا نقدر نكمل 👌